بين الأبيض والأسود مرت أخبار هذا النهار وأحداثه … في الأمن، كان كلام السيد حسن نصرالله قاتماً في جزء منه، حيت أعاد التذكير بالطبيعة الوحشية والإجرامية لداعش وأمثالها … لكن كلامه صار أكثر بياضاً، حين طمأن إلى أن الأوضاع الأمنية والعسكرية ممسوكة ومتماسكة… على عكس ما أوحته فوضى التصريحات والتسريبات واستعراضات بعض الأجهزة في الأيام الماضية … وفي السياسة، كانت ثنائية الأسود والبيض حاضرة في عين التينة. فرئيس المجلس بدأ نهاره بكلام تحذيري عما سماه ضرورة الحل قبل موعد تشرين … لكن ظهيرته حملت خبراً أبيض، تمثل في الاعلان عن اعادة اكتشاف غاز لبنان، بعد اجتماع بري وباسيل بحضور وزير المال، وبعد ثلاثة أعوام وثلاثة أشهر من التأخير … خبر أبيض بالتأكيد، على قاعدة أن يُستخرج الغاز متأخراً خير من ألا يستخرج أبداً … لكن الأهم أن اتفاق الغاز ليس معزولاً، بل مفتوح على ملفات أخرى كثيرة، من الإنماء إلى السياسة، ومن البحر إلى البر… الأبيض والأسود سيطرا أيضاً على حصيلة العمل الحكومي اليوم أيضاً… في جونيه مشروع لإنقاذ الناس من معتقل الطريق الساحلية… لكن بعد أربعة أعوام، وبكلفة مئة مليون دولار، كل ذلك من أجل رفع مخالفات يحميها فاسدون أقوى من الدولة والقانون … وفي الداخلية تهريبة غير قانونية بعد منتصف الليل أطاحت بسبعين عميداً وبالأنظمة وبسلك قوى الأمن … كل الأخبار تتردد إذن بين الأسود والأبيض … لكن رجلاً يصدّق كل الناس كلامه، ويدركون أنه أسود على أبيض. فلنبدأ بما كشفه، مع خطاب أمين عام حزب الله، السيد حسن نصرالله.
