في يوم واحد اعتذر اردوغان من بوتين وطبّع مع اسرائيل .في يوم واحد انقلب اردوغان على كل ما عمل لاجله طوال سنوات لاقامة الامبراطورية الطورانية الجديدة من ليبيا الى سوريا وانتقل من الهجوم الى الدفاع وتحول بفضل صديقه المطرود احمد داوود اوغلو من الرجل القوي الى الرجل المريض وهي التسمية التي اطلقها الغرب على السلطنة العثمانية اواخر ايامها وانقضاء مجدها وفي اسبوع واحد حصل اول هجوم على الجيش الاردني انطلاقا من الاراضي السورية واول هجوم على مطار اسطنبول مطار مصطفى كمال اتاتورك باني تركيا الحديثة قدوة العلمانيين وعدو المتدينين اللذين نسفوا مطارهم على حد تعبير قناة الcnn التي تساءلت هل يعقل ان تفجر داعش مطارها ؟علما ان داعش لم تتبن حتى الساعة التفجير كما لم تتبناه اية جهةوفي يوم واحد فجر ثمانية انتحاريين انفسهم في القاع البقاعية اللبنانية وكما في اسطنبول – لم تتبن اية جهة او تنظيم هذه الهجمات الفاشلة ولم تعرف من يقف وراء هذا العدد من الموجات الانتحارية دفعة واحدة في اول استهداف صريح لبلدة مسيحية وفي تطور خطير ومؤشر سلبي للمرحلة المقبلة بعد اشتداد الضغوط على التكفيريين في سوريا والعراق وما يمكن ان يؤدي اليه الانقلاب الاردوغاني على داعش – في الظاهر اقله حتى الساعة – من تداعيات على انقره واثمان لها في البازار الذي فتحه اردوغان للحد من خسائره وتأخير افول نجمه تماما مثلما انقلبت واشنطن على اسامة بن لادن نهاية القرن الفائت وحصل ما حصل من غزوة 11 ايلول في نيويورك التي يزداد الغموض ويكبر الابهام حولها سنة بعد سنة بدلا من العكس .وفي لقاء واحد في عين التينة تبددت غيوم ثلاث سنوات من التباين في الملف النفطي الغازي وباتت الكرة في ملعب الحكومة ليكتمل السلام والوئام في الملف الاكثر حساسية واستراتيجية للبنان ومستقبله الاقتصادي .وفي يوم واحد ولحظة واحدة قضى شقيقان يافعان غرقا في بتدعي التي كتب عليها البكاء والحزن كما كتب على القاع من قبلها .انطونيو وايليا اسكندر ترافقا وغرقا وماتا متعانقين في البركة – المقبرةماذا حصل ؟