اغتصاب قاصر … واغتصاب حرية … واغتصاب بلد! بعد أكثر من 24 ساعة على الجريمة، طبعاً لم يسمع أحد من مسؤولينا العظام بها … لا مصلحة تمام سلام، ولا داخلية نهاد المشنوق، ولا متحف رمزي جريج… ولا أي نيابة عامة معنية بالعدل أو الحق، سمعت ببلطجي أزعر معروف الوجه والهوية، استباح بشكل مشهود وموصوف، حرية الإعلام وكل حقوق الإنسان … حين اعتدى أمس في بيروت على مصور الأوتي في … قد يكون مسؤولونا العظام ينتظرون إذناً خارجياً، ليحموا مواطناً عادياً… وإلا، فلا مصلحة لهم في ذلك، ولا صلاحية، ولا من يصلحون … والإذن الخارجي لم يسمعوه من الزائر الفرنسي اليوم، ولا غداً. ذلك أن إيرو آتٍ من باب رفع العتب. خصوصاً بعدما أعلن عن زيارته مراراً، واضطر إلى تأجيلها تكراراً… حتى وجد نفسه ملزماً بالتعريج علينا. ولو خالي الوفاض واليدين … يأتي أيرو إلينا، محاولاً التعويض عن خيبته، بأربعة أخبار. اثنان أبيضان، بالنسبة إليه. وآخران أقل بياضاً، بالنسبة إليه أيضاً… أولاً، الاستمرار في دعم الجيش. ثانياً، تأكيد الاهتمام بقضية النازحين السوريين … ثالثاً، الهبة السعودية لتسليح لبنان ملف طوي وانتهى… ورابعاً وأخيراً، لا جديد عندنا في الرئاسة، فدبروا راسكن … لن يسمع مسؤولونا شيئاً جديداً من الضيف الفرنسي… تماماً كما لم يسمعوا قط عن جريمة الاعتداء البلطجي على حرية الإعلام … وهم بالتأكيد سيصمون آذانهم عن سماع جريمة اغتصاب بلد، تماماً كما اغتصبت ابتسام، حيث يصير مجتمع بكامله مسؤولاً، وجيل كامل هو الضحية … من مسرح جريمة اغتصاب ابتسام، البداية مع النشرة.