مرة جديدة يؤكد تمام سلام أنه رئيس حكومة أي شيء، إلا المصلحة الوطنية، كما اختار عنواناً لبيانها الوزاري قبل سنتين ونصف … فهو منذ نيسان 2014 قرر تجميد ثروة لبنان النفطية… منذ شكل لجنة وزارية لدراسة الملف برئاسته، ولم يدعها إلى اجتماع واحد … بعدها ظل يكرر لجبران باسيل وعلي حسن خليل: إذهبا واتفقا على موضوع الغاز حتى أبارك وأبادر … فلما اتفقا، برك الملف في أرضه، ولم يبدر من رئيس الحكومة ما يحركه … اليوم، أصر تمام سلام على تعطيل ثروة وطنية منشودة. حتى أنه حدد ثلاث جلسات مقبلة، لا بند فيها عن الغاز … حتى أنه اعتبر الليطاني وأزمة السير أولويات، ولم ينتبه إلى أن الوقت في ملف الغاز اللبناني بات قاتلاً … بعدما باتت آبار اسرائيل داخل مكامن الغاز اللبناني، وبدأت أنابيب العدو تشفط ثرواتنا البحرية، تماماً كما تنتهك طائراته سيادتنا الجوية وتستبيح مجسات تنصته أمننا الأرضي … ماذا ينتظر سلام؟ ربما ينتظر خلوة آب … أو قد ينتظر إملاءات خارجية … فلا ننسى أن بعض أسباب الحرب السورية، حسابات غازية… وهو الغاز نفسه الذي جعل إردوغان يصالح نتنياهو ويعتذر من بوتين أخيراً، حتى بلغ حد الاستدارة الآن صوب بشار الأسد، حاملاً في وجه دمشق غصن زيتون، كما قالت صحيفة بريطانية اليوم … الحرب السورية التي قد ينتظر سلام خواتيمها، تكاد تنفجر على أرض لبنان، قنابل موقوتة، أولها قضية النازحين التي تجاهلتها حكومته في بداياتها، حتى صارت مأساة للسوريين في نوحهم، كما للبنانيين في موطنهم … وما حصل في عمشيت اليوم ليس غير نموذج وإنذار خطير…