“اقتلوا الكفار في أمريكا وأوروبا، خاصة في فرنسا، وفي أستراليا وكندا، وكل مواطني الدول التي التحقت بالتحالف الدولي ضد الدولة الإسلامية … اقتلوهم بأي طريقة … حطموا رؤوسهم بالحجارة، أو اطعنوهم بالسكين، أو ادهسوهم بسياراتكم، أو ألقوهم من مكان عال” … هكذا كانت وصية أبو محمد العدناني، أو وزير الهجمات الخارجية، إلى جميع إرهابيي داعش … وهكذا كان التنفيذ في نيس ليل أمس … تماماً كما كان قبل نيس، في باريس وبروكسل وأوسلو وأورلاندو وبغداد ودمشق والقاع … وفي كل بقاع الأرض… تنفيذاً لأمر إلهي، أن “اقتلوهم حيث ثقفتموهم”، كما يكتب إرهابيو داعش … 84 ضحية. ولو كانوا في أي مدينة عربية لقلنا 84 شهيداً … على طريقة ديماغوجيتنا الهاربة من المسؤولية … وعشرات الضحايا المتروكين بين الحياة والموت … لمجرد أن هناك من لا يزال يزعم أنه يمثل إلهاً على هذه الأرض. وأن هذا الإله كلفه قرار الحياة والموت. بأي طريقة كانت … بالقتل والسحل لكل إنسان … من المسؤول؟ السؤال – السجال عاد فوراً إلى كل الغرب: هل هي الحرب السورية؟ هل هو الإسلام؟ هل هي أزمة الهجرة وعدم اندماجها؟ أسئلة ستظل بلا أجوبة. وستتكرر عند المذبحة التالية … وفي هذا الوقت تتراكم النتائج الدولية: ترتاح لندن أكثر إلى طلاقها مع أوروبا … ويتقدم ترامب أكثر فأكثر من البيت الأبيض … وترتاح اسرائيل حتى الاطمئنان، إلى تحالفها الجهنمي المكتوم، بين من يدعي أنه شعب الله، وبين من يقتل العالم باسم الله … ووسط هذا الجنون، يُهمل لبنان حتى التخلي. إذ من يريد وطناً للتعايش، في عالم صار حلبة للقتل والسحل …