لسبب ما، أو لعلة في نفس معتلين، يصر البعض على تصوير كل الأمور وكأنها كارثية… حتى ما ينقشع منها يحاولون سده… وما يعمل، يجهدون لتعطيله … مثلاً، تم الاتفاق على إطلاق الورشة الوطنية الضرورية لاستثمار غاز لبنان … فوقف تمام سلام في وجهها … الخلوي كان ماشياً، فجاءته الحرب، أو جاءه حرب … حتى انخفضت مداخيله وارتفعت مشاريع زبائنيته … لكن الأهم الأهم يظل في السياسة … هنا تتجه الأمور إلى شيء من الحلحلة. فيخرج على الناس من يرفض أي حل ولا أي كلام عن حلول … زار الجنرال الرئيس بري، فرُميت ضدهما تلفيقات لا صحة لها إطلاقاً … فيما الأكيد أن العلاقة بين عين التينة والرابية، في أحسن أيامها، مقارنة بكل ما سبق … التقى الجنرال والرئيس الحريري على طاولة السفير السعودي بالذات، فأتى من ينظّر وينذر أن تقارب الرجلين من سابع المستحيلات … فيما المعلومات المؤكدة، أن السلامات بين الرجلين لم تنقطع… وآخرها اليوم بالذات، ولو بالواسطة … وأن عودة وشيكة للحريري إلى بيروت قد تساهم في مزيد من الحلحلة الجزئية، على طريق خلوة آب الحوارية … صحيح أن الوضع ليس مثالياً على الإطلاق … لكن الصحيح أيضاً، أن وضعنا مقارنة بما حولنا، أكثر من جيد نسبياً … على أمل أن يتوج ذلك بالنسبية، وبالنسبة لرئيس الجمهورية المتوج أصلاً … قد تكون عندنا حربٌ خلوبة … لكن على الأقل لا حربَ داعشية مباشرة عندنا … كالتي سقط فيها اليوم أبو مصعب اللبناني، الذي نبدأ منه النشرة.