هذا الصباح طلعوا علينا بهذا الخبر: “العثور على كمّيات من الأسلحة على متن الباخرتين المصادرتين في طرابلس. الباخرتان انطلقَتا من أحد المرافئ التركية وتَنقلان كمّيات كبيرة من السلاح والذخائر، وهما مرسلتان من جهات خارجية إرهابية تابعة لـ”داعش”، إلى مجموعات تمتُّ لها بصِلة في لبنان وتحديداً في منطقة الشمال”، والكلام طبعاً منسوب إلى مصادر… بعد ظهر اليوم صار الخبر كالتالي: “السفينتان قدمتا الى لبنان بصورة شرعية، وهما محمّلتان بكميات من البضائع المختلفة، ولا تحتويان على أي مواد أو أعتدة ممنوعة”… قبل مدة طلعوا علينا بخبر مماثل عن ضبط متفجرات في مطار بيروت … في اليوم التالي كذّبوا أنسفهم وسكتوا … كل يوم أخبار من المصادر نفسها عن بطولات وإنجازات وأخطار وكوارث … كلها تسقط عند سهر البطل وحكمته وشجاعته … في الأيام التي تلي الأخبار، يكتشف الناس أن لا صحة لما كل ما يحكى … مجرد بهورات وعراضات وعنتريات … فيما الإرهابيون الفعليون، حين جاءوا إلى القاع والضاحية وطرابلس وغيرها، جاءوا فعلاً… ووصلوا وفجروا … ولم يوقفهم أحد… هي قصة الديب والغنم يكررها البعض علينا كل يوم… ودائماً بلغة المصادر… حتى صارت مكشوفة ممجوجة سمجة معيبة مشينة … ما الهدف من كل هذا التهويل على ناسكم ومواطنيكم؟ مكسب مادي؟ مكسب معنوي؟ سلبطة لفرض واقع غير قانوني؟ وهم للطمع بواقع غير دستوري؟ كلها أساليب فاشلة …بدلاً منها ومن إضاعة وقتكم ووقتنا ووقت الوطن، إذهبوا وقوموا بواجباتكم. واتركوا الإعلام والأضواء والفلاشات … قبل أن تصابوا بسرطان الضوء … نعم سرطان الضوء. وقد يكون موجوداً فعلاً، طالما اكتُشف أمس سرطان الشوكولا … القصة الكاملة في تحقيق ضمن النشرة.