بعد نكسة اللجان المشتركة المتوقعة في المجلس النيابي على جبهة قانون الانتخاب، ونكبة الاتصالات المعروفة في مجلس الوزراء، استفاق اللبنانيون اليوم على تراجع في الأخبار المحلية لمصلحة الشأن السوري، ولاسيما، الميداني. ففي موازاة إلقاء المناشير التي تدعو المسلحين في مدينة حلب إلى الاستسلام، أحرز الجيشُ السوري وحلفاؤه تقدماً ملحوظاً في المدينة، بعد تداعي مواقع تنظيمات داعش والنصرة ونور الدين زنكي وسواها…لكن، على رغم أهمية التحول الميداني في حلب، نجح زعيم جبهة النصرة ابو محمد الجولاني في سرقة الأنظار، حيث أُعلن عن أول إطلالة إعلامية له بوجهه الكامل عبر قناة الجزيرة، التي نشرت له تصريحات قبل قليل، اكد خلالها الانباء المتداولة عن قرار اتُخذ بفك الارتباط بين الجبهة وتنظيم القاعدة، معلناً تبديل تسمية جبهة النصرة إلى جبهة فتح الشام…ماذا تعني خطوة الجولاني وما هي أسبابُها وتبعاتُها؟ وما هو ارتباطُها بالتطورات الميدانية النوعية، او بالخشية من قرار ما على المستوى الدولي كما تداولت حسابات تدور في فلك التشكيل الإرهابي قبل أيام؟ الجواب ينتظر الأيامَ المقبلة. اما الآن، فلنبدأ من حلب، مع تفاصيل التحول الحاسم على الأرض.