لننسَ رئاسة الجمهورية للحظة … ولنتأمل أحوالَ الجمهورية … لنأخذ مثلاً جردة بوقائعها في يوم واحد. إليكم نتيجة هذا النهار، في 11 آب 2016: اغتيال قاض سابق ومقتل شخصين آخرين في ظروف غامضة … إطلاق نار وجرح مواطنين في ست مناطق مختلفة من الجمهورية اللبنانية … إطلاق سراح الموقوفين الثلاثة في ملف اغتصاب القاصر ابتسام … بعدما تبين أنهم ليسوا مغتصِبون وأنها ليست مغتصَبة … الاعتداء على قاصر في منطقة عاليه … إطلاق سراح الموقوفين في ملف وفاة الطفل كيفن … بعدما تأكد أن شيئاً لا يرد ذلك الملاك إلى الحياة … اعتقال أم بتهمة إدخال سيجارة حشيشة واحدة إلى جهنم ابنها المسجون … مخطوفٌ يعرف خاطفيه المديون لهم … والدولة لا تعرفهم ولا تتعرف عليه ولا على خطفه … رئيسة لجنة ثقافية في مخفر درك، لأن أحدهم ارتدى زياً غريباً في مهرجان، فاعتبره البعض حرباً على الأديان … مصادرة 326 دراجة نارية في محلة واحدة في لحظة واحدة … الباقي أكثر من مليون دراجة بكثير … والباقي معها مليون مخالفة ومليون مخالِف ومليون مشروع أزعر ومشكل ومقتل … في ختام النهار، أعلن مجلس الوزراء أنه قرر التعاقد مع اختصاصيين في الأحوال الشخصية … فيما المطلوب ربما اختصاصيون في الأحوال النفسية أو العقلية … بعد جردة كهذه، هل نُسأل لماذا نريد رئيساً رئيساً؟ البديل قد يكون وحيداً: أدوية الأعصاب … وهو ما يبدو أن شعبنا بدأ يُدمن عليه.