في العلوم الطبيعية هناك جهاز دقيق لقياس الضغط الجوي. اسمه بارومتر … وفي الهموم اللبنانية هناك شخص أكثر دقة لقياس الضغط الخارجي، اسمه فؤاد السنيورة … منذ أسابيع رصد بارومتر السنيورة انحسار كل المنخفضات الجوية بين الرابية وبيت الوسط. فأعلن استنفاره، خوفاً من جو منقشع وسماء صافية وأحوال مناخية كاملة تمنع الصيد في الماء العكر … أمس، تأكد بارومتر السنيورة من هواجسه … فالذين قُدر لهم على طاولة الحوار، أن يرصدوا انقباضات وجهه، حين سمعت أذناه فريد مكاري يقول: نعم لميشال عون، أدركوا أن رده لن يتأخر … وبالفعل لم يتأخر رد السنيورة على فريقه ورفاقه … بعد ساعة على الحوار، كان الرئيس سعد الحريري قد رتب عملية تبديل عبد المنعم يوسف بموظف جديد. حتى أنه كان قد أوفد بديله إلى المسؤولين الحكوميين للتعرف عليه قبل تعيينه … لكن السنيورة انقلب على الحريري وبادر إلى إجهاض خطوته … اليوم، استمر بارومتر السنيورة في هجومه. حتى أطلق كل أبواقه. فجأة طلعت جوقته بكلام من نوع: رئاسة عون تعني تسليم وكيل ولي الفقيه … لم يقنعنا … الاتصالات فضيحة العهود الماضية … فصيلة زئبقية كاملة تطوعت لتلبية نداء البارومتر … في الشكل والظاهر المستهدف ميشال عون… في الحقيقة والباطن الهدف هو سعد الحريري والتوازن الوطني وكل لبنان … الأكيد أن الهبات السنيورية الشباطية ستنتهي. لا لزوم لاستعادة ماضي الزئبق والبارومتر … يكفي استذكار مصالحة الجبل. بعدها فوراً جاءت الضربة. بعد خمسة عشر عاماً انتصر المقموعون. وسقط القامعون … إلى الجبل تعود الأوتي في عشية الذكرى، لتفتح تاريخ الكنيسة المحاذية لقصر المختارة، مع تقرير خاص ضمن النشرة.