تماماً كما يوضح لماذا سُجن في بغداد في الثمانينات … وتماماً كما يفسر موقفه من اتهام النائب الراحل سمير عون له، بالتورط في براميل الموت في التسعينات … بالطريقة نفسها خرج اليوم سمير مقبل ليشرح تعنته في الذهاب نحو آخر ارتكاباته القانونية خلال ساعات … يقول وزير القصر، أنه هو كوزير لا يصوت … لكنه نسي أن يُنعش عقله المفترض، ليسأل: كيف عَين هو ومجلسُ الوزراء ثلاثة أعضاء في المجلس العسكري، في 28 كانون الثاني الماضي؟ أي تماماً كما كان يقضي واجبه القانوني والدستوري أن يفعل أمس، في موضوع أمين عام المجلس الأعلى للدفاع… وكما كان يقضي ضميره المفترض أيضاً، أن يفعل قبل سنتين، وقبلهما، في قيادة الجيش وغيرها من مفاصل المؤسسة الوطنية؟! يقول وزير “البارولي بارولي” اليوم، أنه يترك الرأي لمجلس الوزراء … لكنْ، فات ذهنه البزنسي، أن يسأل نفسه: ومن أتى بأسماء العمداء سمير الحاج وجورج شريم ومحسن فنيش، ليعينوا وفق الأصول والقانون قبل ثمانية أشهر؟ ألم يكن وزيراً يومها؟ أم كان حاضراً غائباً، كما أمضى حياته العامة مسؤولاً غير مسؤول؟! ويتنطح أكثر وزير الناطحات، ليعطي اليوم دروساً في انتخاب الرئيس ونصاب المجلس النيابي … كأن الناس لا تدرك أن الطفيليات هي أكبر المتضررين من انتخاب رئيس رئيس. لأن وجودها ينتفي بوجوده … وأن دروس النِصاب، لا تأتي ممن ينقص النِصاب عن صفتهم شدّة … ولا بعد أن يُسلب الناس حقهم في الصوت والإرادة والاختيار والقرار … يظن سمير مقبل أنه سينجو بارتكابه الأخير، تماماً كما فعل بارتكاباته السابقة … مخطئ هو، حتى الخطيئة. والتاريخ والحاضر شاهدان … شاهدان آخران من كتلة سمير مقبل، كانا في جلسة أمس. لكنهما اختلفا … أليس شبطين وعبد المطلب حناوي، يتحدثان للأو تي في، عن اختلافهما حيال ارتكاب مقبل أمس…