كما كان متوقعاً، حكومة الستة في المئة من المسيحيين التأمت اليوم … وزراء حزب الله وحركة “أمل” سجلوا موقفهم المبدئي حرصاً على الميثاق. سايروا بداية، ثم اعترضوا… نهاد المشنوق، الوزير الكياني، كما يسميه عارفوه، قاطع وغاب … ميشال فرعون حاول، واحتمل، ثم انسحب … الباقون، استنسخوا تجربة غازي كنعان. طبق الأصل … فيوم كان أحرار لبنان يُقمعون في الشوارع والساحات، كان المهمين الغازي يقول لحكوماته الدمى: “هذه أفضل معادلة لنحكم البلد … هم يقولون ما يريدون. ونحن نفعل ما نريد” … تمام صائب سلام، بدا اليوم من مقلدي أبو يعرب … قال لجماعة لبنانية مؤسِسة كاملة: أنتم تصرخون من ألمكم كما تشاؤون … وأنا ألعب بالدستور والميثاق كما أشاء …وبين الألم واللعب، لم يكن ينقص غير “نوعية” أليس شبطيني، ليظهر وريث التفهم والتفاهم، كأنه يقول: على العيش المشترك السلام! لكن، ماذا بعد جلسة اليوم؟ تكتل التغيير والإصلاح يستعد للطعن في جلسة اليوم. قضائياً طبعاً… وشعبياً بالتأكيد … رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، سيكون له موقف مما حصل، هذا المساء … لكن الأهم، ما سيكون موقف الناس… أولئك الذين مُنعوا من إيصال رئيس ميثاقي … والذين حُرموا من انتخاب نوابهم … والذين قُهروا عبر تفريغ مؤسساتهم بالتمديد والتأبيد … هؤلاء ماذا سيقولون غداً وبعد غد؟ قبل أن نستعرض ما حصل في حكومة الستة بالمئة اليوم، مجرد تذكير لمن نسي أو تناسى، أنه بعد خمسة عشر عاماً من معادلة الوصاية، في النهاية الغازي هو من انتحر، وشعب لبنان هو من انتصر … كل ما تبقى مجرد تفاصيل، عن جلسة الستة بالمئة، في تقرير ضمن النشرة.