بأقل من ستة في المئة من المسيحيين، جمع تمام سلام ما تبقى من حكومته. واعتبرها دستورية وميثاقية … مع أنه تمام صائب سليم سلام … أي يفترض أن يكون الرجل، حفيد أبو علي سلام، الذي نقل جماعته وانتقل من مؤتمر الساحل والأقضية الأربعة، إلى لبنان الكبير ونهائية الوطن … ويفترض أن يكون ابن صائب المصيطبة، ابن صاحب القلب والقرنفلة البيضاوين، وشعار التفهم والتفاهم … الرجل الذي ذهب إلى بشير الجميل تحت القصف الاسرائيلي. وانتخب أمين الجميل لينقذ آخر ما تبقى … ووقف في مجلس اتفاق 17 أيار، محذراً ومتجرعاً … وبايع الطائف رغم مرض الاثنين، وقاطع مجلس غازي كنعان سنة 1992، يوم نجح الغازي بالقوة في استجرار 13 بالمئة من الناخبين … تمام سلام الابن والحفيد، وقف اليوم، ليقول عن حكومة الأقل من 6 بالمئة من المسيحيين، انها دستورية وميثاقية … غير أن ما لا يمكن المرور عليه مرور الكرام، اتهام تمام سلام للآخرين بالتعطيل … وهو ما يقتضي ترك الأدبيات والذهاب إلى تمام سلام بالأسئلة المباشرة: لماذا عطلت أنت يا تمام بيك انتخابات جزين الفرعية طيلة سنة ونيف، وهي استحقاق دستوري؟ لماذا عطلت أنت، ولا تزال تعطل، مرسومي الغاز منذ ثلاثة أعوام ونصف، وهو ملف حيوي لا بل مصيري؟ لماذا عطلت معمل دير عمار، وحمّلت بذلك الدولة اللبنانية غرامة دولية تبلغ أكثر من مئة مليون دولار أميركي، وخطراً بتحويل لبنان إلى نادي باريس للمفلسين؟ لماذا عطلت معمل كهرباء الزوق، وقد بات منجزاً ينتظر توقيعاً وكبسة زر؟ ولماذا أخيراً عطلت تعيين أمين عام جديد للمجلس الأعلى للدفاع، وعطلت وتحضر لتعطيل تعيين قائد للجيش؟ المعترضون هم من يعطل؟ بل هم يعترضون على تعطيلك للحكومة وللدولة. هم يثورون اليوم، لأنك فضلت الضابط خير، وخير موظف واحد فاسد،، على خير الشعب والوطن طبيعي أن نسمع اليوم من نبيل فريج تخرصات عن نزع جنسيات وإسقاط هويات … فالرجل يحمل جنسيتين على الأقل. ولقباً أرستوقراطياً من بلاد الفرنجة. ومزرعة حيوانات وسباق خيل … وهو في كل الأحوال، وبالوقائع، لا يمثل إلا بضع مئات من ناخبي مقعده… فلا عتب عليه ولا حساب … وطبيعي أيضاً كلام بطرس حرب عن الكرامات … فالكرامة تبدأ من فستان عرس كريمة رستم غزالة، وتنتهي عند أتعاب بنك المدينة … أما تمام سلام، فوزناته أكبر. ومسؤوليته كذلك… وهو ما ظهر في جلسة الأقل من ستة بالمئة اليوم …