عشيّة الجلسة الخامسة والأربعين المحدَدة لانتخاب رئيس، وعلى وقع الترقُّب المَشوب بالتفاؤل الحذِر … التحليلاتُ والتفسيرات، والتمنّياتُ والتأويلات تُسابق الوقائعَ السياسية والثوابتَ الوطنية… فالوقائعُ، هي حتى الساعة على الشكل التالي: عاد سعد الحريري إلى بيروت، تشاوَرَ مع دائرته الضيّقة، ثم أطلق سلسلةَ مشاوراتٍ مع دائرةٍ أوسع، قادته ليلَ أمس إلى بنَشعي، ومن المرتقب أن تقودَه في الساعات المقبلة إلى سائر أركان المِروحةِ السياسية في لبنان. علماً أنّ وتيرةَ الزيارات وترتيبَها مؤشّران يُرصَدان، إضافةً إلى مؤشّرٍ ثالثٍ هو موعدُ الجلسة الرئاسية السادسة والأربعين، الذي يملِكُ رئيسُ المجلس النيابي وحدَهُ مفتاحَه… وفي الوقت المستقطَع بين لقاءٍ ولقاء، فَتح رئيس المستقبل أبوابَ بيت الوسط لكتلة المستقبل، مطْلِعاً أعضاءَها في اجتماعٍ مطوّل – لم يخرج بأيِّ تسمياتٍ لا قديمة ولا مستجدّة – على أنه في صدد مشاوراتٍ مع كل الأفرقاء بهدف تسريع انتخاب رئيس… أما لناحية الثوابت الوطنية، فهي ما أعاد رئيسُ التيار الوطني الحر تأكيدَه اليوم إثر اجتماع تكتل التغيير والإصلاح في الرابية، حيث طمأنَ “كلَّ من يريدُ لبنان موطِناً للشراكة الوطنية والميثاقية وبناء الدولة، أننا كنّا وسنكونُ مدافعينَ عنه كدِفاعنا عن أنفسنا، منبّهاً في الوقت نفسِه كل مَن يسعى الى تخريب البلد عبر تخريب الوفاق الذي نشهد محاولاتٍ لإحقاقه، بأننا سنتصدّى له بكل ما أوتينا من قوّة … حتى الشهادة”.