غدا ذكرى الثالث عشر من تشرين. العنوان وحدَه يكفي لان يكون مقدمة بحد ذاتها، مع ما تختزله من معاني الم وتضحية وسجن، واحتلال وانتفاضة عليه، ونضال فتحرير، وتوقٍ دائم الى التحرر وسعيٍ مستمر لقيامة الجمهورية. غداً، ستكون العين على طريق قصر بعبدا. هناك، وكعادته في كل مناسبة وكل حين، سيلاقي العماد الشعبَ مجددا، يتذكران معاً، ويصليان معاً لمن استُشهدوا لنبقى، ولمن ضحوا لنستمر، ولمن لم يفقدوا يوماً الايمان بقضية لبنان الاستقلال والكيان والميثاق والمساواة، بين كل لبناني، ومن اجل كل لبناني. امس هناك من روى ارض طريق القصر بالدماء، بعدما عبّدها الشعب بالاحلام والأماني. وغداً، الدماء تزهر وفاء للشهداء والتضحيات، لتتكرر صورة الشعب الحاضن لقائده، كما أن القائد كان وسيبقى على قدر طموحات شعبه. لكن الحدث هذا العام يبدو مختلفاً، في ضوء استمرار المشاورات والاتصالات لانهاء الشغور، برئاسة ميثاقية قوية. وعلى رغم بعض التشويش والتسريبات، الاّ أن المعطيات تشير الى أن مسار المشاورات يستكمل خطواته. في كل الاحوال، غداً محطة بعنوان واضح…فإما يكون الميثاق، او لا يكون لبنان. ومن حدث الغد والاحاديث التي ستليه البداية.