يستمر زخم التوافق المنبثق من انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، كاسحاً كل العقبات والعراقيل ومذللا كل المطبات والتفاصيل … فبعد الإنجاز السريع لاستشارات التكليف، انطلقت استشارات التأليف بالسرعة والزخم نفسيهما … كل ذلك، وسط ما يشبه الإجماع اللبناني على قراءة موحدة أو متناغمة، لخارطة طريق الحلول … مثلاً، التوافق بات شبه مكتمل، على أن الأولوية لحكومة ائتلافية تضم كل القوى الأساسية … والتوافق نفسه بات يشير إلى ضرورة أن تكون هذه الحكومة موسعة، بما يسمح باستيعاب الجميع … إضافة إلى توافق ثالث بدا واضحاً أيضاً، على عدم جعل مسألة الحقائب، لجهة تثبيتها أو مداورتها، عقدة للتعطيل أو ذريعة للتعجيز … بحيث يمكن من حيث المبدأ أن تتبدل حقائب دون أخرى … يبقى التوافق الأهم، والذي ظهر بين مختلف الكتل النيابية، على اعتماد خطاب القسم للرئيس العماد عون، عاموداً فقرياً للبيان الوزاري المقبل… حتى أن البعض طالب بتبنيه كما هو، بياناً تنال حكومة العهد الأولى ثقة البرلمان على أساسه … ما الذي سمح بهذا الانفراج؟ ربما لأنه قبل ثقة المجلس، حازت الدولة على ثقة شعبها … ثقة ينتظر أن يجسدها هذا الأحد، في موعد العودة إلى بيت الشعب … لكن البداية، من السؤال: أي حكومة مقبلة؟