لم يكن اليوم يوم الاحتفال بعيد الاستقلال فحسب. كان ايضا يوم الاحتفاء بعودة الرئيس . يكفي ان عرض الاستقلال لا يقام الا بحضوره فكيف اذا تحول العيد الى عرض رئاسي اجتمعت فيه الميثاقية الحقة والشرعية الحقيقية والمشروعية الشعبية والاحترافية العسكرية والمناعة الوطنية . لا يقاس عرض الاستقلال بعد عودة الرئيس بما رأيناه من معدات بل بما عايناه من معنويات . لم يكن المهم عدد المدافع التي شاهدناها بل قوة الدفع التي خبرناها منذ 23 يوما . لم يقس اللبنانيون قوة جيشهم يوما بمقياس المخصصات والاموال بل بمعيار الشجاعة والرجال . لم يعدوا يوما الدبابات والاليات بل اعتمدوا دائما على العزائم والارادات . لم يعيروا يوما اهمية لاسراب الطائرات وافواج المدرعات لان لديهم اسودا على الارض ونسورا في السماء قلوبهم من صخر وايمانهم من ذهب كل شيء تغير منذ ثلاثة وعشرين يوما منسوب الكرامة ارتفع ومستوى الاحباط انخفض . الاستقلال استعاد بريقه وبعبدا استعادت بيرقها واللبنانيون ابصروا بارقة امل . لم تمطر بعد لكن ومع ذلك قوس قزح ارتفع في سماء الوطن اليوم بكل الالوان لاجل لبنان