من سلبيات الاستقرار – إذا ما سُمح لنا بتسمية الأمر سلبيات – أنه يسمح بتوقع الآتي … إذ ينحسر هامش المفاجآت والتقلبات، حتى ما يشبه انعدامها … فالقاعدة أنه كلما استقر وضعٌ ما، كلما صار تقدير مساره ممكناً … وكلما اهتز استقرار بلد ما، كلما صار وضعه مفتوحاً على المفاجآت … هكذا، وبعد عقود طويلة من زمن اللامتوقع، يبدو أن لبنان قد دخل منذ شهرين، في خانة الدول المستقرة، والمتوقعة تطوراتها … إلى حد كبير. مثلاً، غداً أول أيام ثلاثية الثقة الحكومية … لا مفاجآت … بعض كلمات … احتمال تسجيل اعتراضات ثانوية … وفي اليوم الثالث ثقة … بعدها عطلة رأس السنة … تليها مسارات متزامنة عدة، لا مفاجآت فيها أيضاً: منها التحضير لأولى جولات رئيس الجمهورية عربياً … ومنها ورشة إقرار الموازنة العامة، للمرة الأولى منذ عقد ونيف … ومنها أول التعيينات الإدارية، في ظل الإشارة المعبرة التي أطلقها الرئيس يوم أمس من بكركي، لجهة ملء الشواغر … وطبعاً وخصوصاً، ورشة قانون جديد للانتخابات النيابية … إنه متوقعُ الاستقرار … لا مفاجآت، بل بديهيات … ولذلك، لا يمكن الكلام عن ملل … بل عن كم من العمل … المتوقع في أولى جلسات الثقة غداً، تفاصيله الكاملة في تقرير خاص ضمن النشرة.