صحيح أن المعارضة شرط ضروري ومشروع ومؤسس لقيام الديمقراطية … لكن الصحيح أيضاً، أن الكيدية والعبثية مرض قاتل وعادم ومدمر لأي معارضة ولكل معارض … مناسبة الكلام أنه يوم أمس، وضع لبنان خطوته الإجرائية الأولى، على درب تحوله بلداً منتجاً للغاز … هو الحلم الذي سكن أذهان اللبنانيين منذ عقود … والذي تحول خلال الأعوام الماضية، إلى مأساة مزدوجة… بين من يجهد لاستخراج الثروة من الأعماق … ومن يجهد لدفنها أعمق أمس بدأت رحلة الأشهر الستة لمزايدة، تشارك فيها نحو 40 شركة عالمية، من كبريات أسماء المليارات … وهي وفق القانون، ملزمة بأن تكون مقراتها في لبنان … أي سلسلة استثمارات وتوظيفات وفرص عمل … فضلاً عن عامل الثقة الدولية … وترفيع تصنيف لبنان الائتماني … كل ذلك، سقط لدى بعض المعارضين … النائب وليد جنبلاط اكتفى بالرفض، على طريقة تغريداته السوريالية … حزب الكتائب اعتبر الأمر مجرد طبخة … وقد يحضر لاعتصام في عرض البحر … على طريقة موقعة برج حمود … أما سيادة اللواء أشرف ريفي، فاكتشف أن اكتشاف الغاز اللبناني، سيؤكد هيمنة إيران على بلد الأرز وثورته وثروته … المعارضة ضرورية … لكن الحقيقة شرطها، تماماً كما هي شرط كل نشاط إنساني خاص أو عام … قد يكون بعض المعارضين بحاجة لمن يقول لهم: صح النوم … ولو في زمن رحيل أحد أبطال المسلسل الشهير … أبو صياح، ترك اليوم خيزرانته في حارته الشامية … ورحل … في تقرير ضمن النشرة.