ثمانية وعشرين عاما، عادت عقارب الساعة إلى الوراء اليوم… ليس إلى زمن الاحتلال، ولا إلى مرحلة التشرذم وخطوط التماس، بل إلى أيام مجيدة من المقاومة في سبيل لبنان الحر السيد المستقل… فإلى بيت الشعب الذي أموه في نهاية الثمانينات دعما لمواقف رئيس الحكومة آنذاك العماد ميشال عون، متخطين عوائق السياسة والحديد والنار، عاد النواب والرموز الفرنسيون اليوم… اجتمعوا مع “الرئيس – الأمل” في قصره الجمهوري، وتبادلوا معه كلمات أدمعت بفعلها العيون… عيون، شخصت اليوم دوليا وإقليميا ومحليا نحو أستانا، حيث بوشرت محادثات الحل السوري – السوري مشوبة بحذر وأمل… لكن، إذا كانت عقارب الساعة عادت استثنائيا اليوم إلى الوراء، فعذرها وطني وجداني تاريخي… أما في قضية قانون الانتخاب، فالاستثناء صار مرفوضا، والعودة إلى الوراء عيبا… فسنوات من البحث والتواصل والتشاور آن لها أن تثمر قانونا يدفن الستين ويقيم الطائف من بين الأموات، حيث أن الإثنين خطان متوازيان لا يلتقيان… وفي انتظار ما تسفر عنه الأيام القليلة المقبلة درءا لخطر التمديد أو البقاء على القانون الحالي، إنشغل اللبنانيون اليوم بأخطار ثلاثة أخرى: عودة النفايات إلى الشارع بفعل انتهاء الفتح الموقت للكوستابرافا غدا، وخطر الالتباس في قضية تعني الكنيسة، وخطر التعرض لحرية الأشخاص بالخطف والإخفاء… ومن هذا الخطر بالذات نبدأ نشرتنا، مع قضية اختفاء ابن العاقورة مجيد الهاشم، في تقرير ضمن نشرة ال “أو تي في”.