هل كان هناك من يتوقع في مكان ما، أن ينقلب ميشال عون على ذاته، فيعلن أن “حزب الله” منظمة ارهابية، ينبغي استئصالها من لبنان؟. وبصورة أوضح، هل كان هناك من يراهن، على أن ميشال عون سيقف ذات يوم، ويتوجه إلى اللبنانيين بالقول: ها أنذا قد صرت رئيسا، ولم أعد بحاجة إلى “حزب الله”، ولذلك، سأتنكر لمواقفي الداعمة للمقاومة على مدى أكثر من عشر سنوات، قبل حرب تموز وخلالها وبعدها، فأنفذ انقلابا على شعبي وأهلي، وأتنكر للتضحيات والشهداء والحق؟.
قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون. لكن، كما في الموقف من المقاومة، كذلك في الموقف من قانون الانتخاب: ميشال عون الرئيس هو إياه ميشال عون رئيس التيار الشعبي العريض، والتكتل النيابي الكبير. فرأس الدولة ورمز وحدة الوطن صدم المراهنين على الوقت لإبقاء القديم على قدمه- من غير عارفيه طبعا- بكلام جميل ودقيق حول قانون الانتخاب، وفق تعبير الأمين العام ل”حزب الله”. فما قبل 21 شباط الجاري لن يكون كما بعده، لأن الحل إذا لم ينضج، ندخل مرحلة المهل القاتلة، لتصبح الأمور عندها في عهدة الرئيس، كما قال جبران باسيل في جبيل اليوم.
لكن قبل تفاصيل المواقف الرئاسية وقانون الانتخاب، وقفة مع قضية بول محبوب، ابن بشري الذي أبرح ضربا في قرطبون في جبيل، لا لسبب إلا لأن أحدهم ظنه من التابعية السورية.