وضع اعتداء شارلي ايبدو حدا لحياة صحافيين ورسامي كاريكاتور ورجال شرطة فرنسيين لكنه في المقابل وضع حدا للتراجع في مبيعات الصحيفة التي قاربت الافلاس نهاية العام المنصرم وانخفضت مبيعاتها من 60 الف الى خمسة الاف عدد فجاء الاعتداء عليها بمثابة خشبة الخلاص ولو على حساب موظفيها ومشاعر المسلمين وكرامة المسيحيين الذين لم تقصر الصحيفة يوما في الاستهزاء برموزهم ومقدساتهم، وحدهم اليهود مستثنون من الكاريكاتور بحجة المعاداة للسامية وتحت طائلة الطرد الفوري لأي محرر او رسام يجرأ على المساس بالشعائر اليهودية وهو ما كشفه احد الصحافيين الذي طرد من الصحيفة بعد رفضه الاعتذار من اليهود عقب كتابته مقالا يتهم فيه نجل الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بالتحول الى الدين اليهودي للتهرب من دفع الضرائب .
وفي رومية، وضعت الحكومة بعد نيلها الضوء الاخضر الاقليمي حدا لغرفة عمليات الاسلاميين في منتزه رومية تحضيرا للانتقال في مرحلة ثانية الى البقاع لوضع حد ربما لجزيرة بريتال عملا بمبدأ “ستة وستة مكرر” وظلم في السوية عدل في الرعية.
اما في بيروت، فقد وضعت الحكومة حدا للآمال المعلقة على انخفاض سعر المشتقات النفطية التي بلغت بدورها مستويات متدنية لم تشهدها السوق العالمية منذ عقدين على الاقل فقررت ومن دون اعلان ذلك رسميا تثبيت سعر صفيحة البنزين على 22 الف ليرة وما دون هذا السعر سيذهب الى الخزينة لتمويل احتياجات الدولة التي تنشغل بامور كثيرة لكن المطلوب الاساسي والواحد المهم يبقى خارج اهتماماتها وهو كرامة المواطن الذي يهان من التجار والفجار والفاسدين وباعة الموت ووكلاء المرض ومتعهدي التلوث وبعض اصحاب المستشفيات التي تتعامل مع البشر كعبيد وتترجم كلام السيد المسيح “اريد رحمة لا ذبيحة” على اساس الفاتورة.