يبدو ان سباقاً مع الوقت بدأ بين المؤثرات الخارجية وتلك الداخلية حيال الوضع اللبناني وتحديدا ازاء الانتخابات الرئاسية. فإذا سبقنا الخارج في تسوياته يعين هو رئيساً لنا اما اذا تقدم اللبنانيون فالفرصة تبدو كبيرة امامهم لينتخبوا رئيساً. كيف؟ فلنتأمل هذه الروزنامة من التطورات والمواعيد:
في 16 آذار موعد محتمل لاقرار اتفاق سياسي بين طهران ومجموعة الـ(5+1)، بعد يوم واحد فقط في 17 لآذار موعد الانتخابات الاسرائيلية اذا ربحها نتانياهو يصبح تمرير الاتفاق الاميركي- الايراني اكثر صعوبة واذا خسرها زعيم الليكود تصبح الامور أسهل.
ولأن الكباش الاميركي- الاسرائيلي مفتوح يذهب نتانياهو الى الكونغرس بوقاحته المعهودة ومن دون دعوة رئاسية في 13 آذار وذلك من اجل تحريض السلطة التشريعية في واشنطن على سلطتها التنفيذية، ولذلك ايضاً يستعجل جون كيري انجاز التسوية النووية حتى انه حدد لها موعداً مرجواً نهاية آذار.
ماذا يعنينا من عد الاصابع هذا؟ المعادلة هي كالتالي :
اذا اتفقوا فرضوا علينا رئيساً واذا ااختلفوا استمر الشغور عندنا. ماذا يبقى للبنانيين؟ يبقى لهم احتمال ان يسبقوا روزنامة الخارج علماً ان الوقت ضاغط، فسمير جعجع سيغيب نحو اسبوع، بعد عودته ستتفاعل وتيرة الحوار مع ميشال عون. اما في عين التينة فالواضح ان الحريري ينتظر جلاء الصورة في السعودية الجديدة ليحدد اين يذهب في حواره مع حزب الله.
لكن اذا تأخرنا أكثر قد يسبقنا الخارج وقد نتحول متفرجين على حلول مفروضة علينا او حتى مجتزأة او منقوصة كأننا قاصرون، تماماً كما سنتفرج في بيروت على هذا الفيلم الذي شغل العالم لكن من دون ان نشاهد نسخته الكاملة.