يبدو أنّ أبرزَ دليلٍ قاطعٍ على التطور الإيجابي على خط الرابية – بيت الوسط، جاء من منزل ميشال سليمان… فيومَ الأربعاء الماضي، دعا الحريري عون إلى عشاءٍ في منزله. في اليوم التالي خرج كلامٌ عن توافقٍ بين الزعيمين، حول عمل الحكومة وآليتِها ومسار مَلفاتِها المختلفة. وبين تلك المَلفات ما هو عالقٌ في عُهدة وزراء من العهد البائد، أو ما هو معلَّقٌ لدى وزراء آخرين، شرعيتُهم الوحيدة أنهم كانوا موجودين بحُكم التناقض السابق.. فجمعتهم المُصيبة.. أو جمعَهم الخوف من تلاقي الكبار، والخشية من تفاهم الأُصَلاء، بحيث تنتفي أدوارُ الوكلاء والبُدلاء. فوُلدت “جبهةُ ميشال سليمان” غير أنّ العارفينَ بالأمور يؤكدون استحالةَ الحرتقة على خط الرابية – الوسط، أو منعِ تعميم التفاهمات الميثاقية بين القوى اللبنانية الأساسية والجماعات اللبنانية المؤسِسة فالانقشاعاتُ في الرؤى يبدو أنها بدأت اليوم، وهي مرشحةٌ لأن تتلاحق: فغيومُ windy إنزاحت هذا النهار، وغيمةُ العمل الحكومي قد تنقشع مع عودة تمام سلام وترجمةِ عشاء الوسط، وقد تَليها غيومٌ أخرى كثيرة، في التعيينات والتمديدات والمخالفات والخلافات والاختلافات… وهو انقشاعٌ يمهِّد لسلسلة الانقشاعات الإقليمية المرتقبة في آذار، شهر الربيع. ففي النهاية، يُمكن لغمامةٍ أن تُخفيَ الشمسَ لوقتٍ، لكنّها لا تطفئُها. ويُمكن لضبابٍ عابر أن يَحجُبَ الجبلَ للحظةٍ، لكنه باقٍ في مكانه… هي أبداً قصةُ الجبال مع الرياح، وقصةُ مآزق البعض، حين يتفّق الكبار.