إنه 8 آذار. هذا اليوم الذي تقلب في تاريخ لبنان، بين ذكرى تجمعنا بالقوة، أو بالنفاق. وبين ذكرى تفرقنا في الواقع أو في الشِقاق … قبل العام 2005، كان لهذا النهار معنى واحد. إنه ذكرى ثورة حزب البعث وتسلمه السلطة في سوريا سنة 1963. يومها، كان 8 آذار يجمع كل سياسيي سلطة الوصاية، تحت عنوان كتابة برقيات التهنئة والتأييد لسيادة الرئيس. كانوا يملأون الصحف… ويحشون النشرات … ويدلقون القرائح والمدائح… وكان بينهم كثيرون ممن لحسوا كلماتهم وبدلوا وصايتَهم، واكتفوا بالانتقال من بعث إلى بعث …بعد العام 2005 صار ليوم 8 آذار معنى آخر. إنه معنى انقسام البلد بين ساحتين، وبين فريقين، وبين معسكرين. انقسامٌ بدأ قبل عشرة أعوام بين مجرد يومين، ثم تمدد ليصبح بعد عشرة أعوام انقساماً بين محورين، ممتدين على كل الأرض، في انتظار من يقدر على التوفيق بينهما في يوم بيروتي قريب …لكن بين 8 آذار البعث، و8 آذار العبث، يظل لـ 8 آذار معنى ثالثٌ ثابت. إنه يوم المرأة. يوم تلك التي توحد كل الأرض، وتستنهض كل البشر. يوم التي تستحق أن تكرّم كل يوم، أماً، شقيقة، ابنة، أو زوجة… شرط ألا تكرس على الكرسي، كما يحصل عندنا، ابنة زعيم، أو زوجة زعيم، أو شقيقة زعيم أو أرملة زعيم …في 8 آذار 2015، كان لبنان في فرصة من السياسة والرئاسة، لم تخرقها إلا رسالة مشوشة من جون كيري. ولم تتوجها إلا إغارة شعب وجيش، مقاومَين لكل طبيعة وطبائع، دفاعاً عن الأرض وعن الأرز، اليوم في الرياضة، وكل يوم بالمقاومة.