صحيحٌ فعلاً أنّ مَن يرى مُصيبةَ غيرِه تهون مُصيبتُه … فالعالم اليوم كان موزّعاً بين سلسلةٍ من المصائب: في الغرب انشغل الإعلامُ بمعركةٍ عنيفة بين elton john من جهة، ودولتشي وغابانا من جهةٍ أخرى، سببُها سجالٌ بين حقوق المِثليين ومفهوم العائلة التقليدية، ما دفع مغنّي الـ beatles السابق إلى إعلانِ حربِ مقاطعةٍ على أزياء المصممين لشهيرين، من البابوج إلى الطربوش …في سوريا، حربٌ من نوعٍ آخر، اندلعت في الذكرى الرابعة لحربها الفعلية. أما صاعقُها فكلامُ جون كيري عن احتمال الكلام مع بشار الأسد. حربٌ شارك فيها كلاميون كُثر، آخرُهم “أبو العبد كبّارة” الذي قصف جون كيري من طرابلس، بعدما أدانه بارتكابِ نَكبة فلسطين مرةً ثانية…أما في أرض النكبة الأولى، فيَتحضّر الصَهاينة لفتح صناديق اقتراعِهم غداً، حيث يُنتخب الكنيست العشرون ويُحضِّر لتشكيل الحكومةِ الثالثة والثلاثين. وحيث المفارقة أنه للمرة الأولى منذ قيام الكيان الصهيوني قبل سبعةٍ وستين عاماً، يُمكن للعرَب أن يحدّدوا مَن سيَحكُم تلك الدولة اليهودية …أما في بيروت: فسلسلةُ رواتبْ عالقة بين شروط السنيورة وحقوق القطاع العام، ولبنانيون مهدَدون بالترحيل من دولةٍ شقيقة، وحوارٌ يراوح وحوارٌ يكافح… مجموعةُ أزماتٍ خرقَها اليوم أملٌ وطنيٌ “عظيم”، باجتهادٍ فذّ، أطلقته أليس شبطيني. إذ أفتت السيدة الباسمة بأنه يحق لمجلس الوزراء التمديد للموظّفين الأمنيين… خلافاً لكل قانونٍ ونظام …متى الخلاصُ من تلك المصائب كلِها؟ فلنعترف بكلِّ أسفٍ، أنّ الجواب ليس في بيروت، بل في lausanne.