من لاهاي إلى الرياض فبيروت، تأكَّدَ اليوم مجدداً، كم أنّ لبنان ساحة … ففؤاد السنيورة في شهادته في لاهاي، بدا وكأنه لا يخاطبُ قضاة المحكمة الدولية، بقدر ما كان يخاطبُ جون كيري… كأنّه يقول لوزير خارجية واشنطن: أنت تريد التفاوض مع بشار الأسد، وهذه مَضبطةُ اتهامِنا ضد الأسد… فيما، كان وزير الخارجية السعودية سعود الفيصل يعلن في الوقت نفسِه من الرياض، رفضَه لأن يكونَ للرئيس السوري دورٌ حالي أو مستقبلي في حل الأزمة السورية… هكذا، عاد لبنان عبر كلام السنيورة، مجرَّدَ ساحة. تماماً كما كان في كل المراحل التي رواها السنيورة اليوم. وكما كان ساحةً حين زار السنيورة – كرئيسٍ لحكومة لبنان – بشار الأسد، بعد اغتيال الحريري في 31 تموز 2005. وكما كان ساحةً حين أعلن رئيسُ تياره، ابن رفيق الحريري، في 6 أيلول 2010، وعبر صحيفةٍ سعوديةٍ تحديداً: “نحن في مكانٍ ما ارتكبنا أخطاء. في مرحلةٍ ما، إتهمنا سوريا باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا كان اتهاماً سياسياً، وهذا الاتهامُ السياسي انتهى”… وكما سيبدو ساحةً حين تُطل الحلقةُ التالية من سلسلة الشهادات، لتقولَ بأنّ سوريا خططت لاغتيال الحريري، والعناصر الحزبية الخمسة نفّذوا … عندها، يصير مفهوماً كلامُ السفير الروسي من بيروت اليوم، الذي اعتبر أيّ إدانةٍ لتدخُل حزب الله إلى جانب الأسد في سوريا، غير منطقية… إنه لبنان الساحة. الساحة أولاً وأخيراً. الساحة التي يموت فيها الوطن، تماماً كما مات طفلا عجلتون وعكار هذا النهار.