اليوم 13 نيسان 2015. هي ذكرى مرور أربعين عاماً على حادثة البوسطة، ومشوارنا صوب مهوار الحرب… أفضلُ وصفٍ للمناسبة جاء على لسان سعد الحريري … قال رئيسُ الحكومة السابق، أننا لم نخرج من الحرب الأهلية، لندخل الحروب العربية … عبارة دقيقة، لموقفٍ يقتضي أكثر من تدقيق… فالرجل فُرض عليه أن يُطلق عبارته وهو بين الدوحة والرياض. فيما بيروت تفتح كلَّ رياضها ودوحاتها، لفرعٍ دبلوماسي من عاصفة الحزم، ولفرع إعلامي مقابل لأنصار الله الحوثيين… مصيبٌ جداً كلام الحريري، لو أن في لبنان رئيساً رئيساً، لا يحول دون انتخابه فيتو وزير أجنبي … محق تماماً موقف الحريري، لو أن في بيروت قانونَ انتخاب عادلاً، لتجديد مجلسٍ فقد وكالته الشعبية قبل سنتين… مصيبٌ ومحقٌ في قوله الحريري، لو أن في لبنان دولةً لا تُشكل حكوماتهُا بزيارات خارجية، ولا يُستبدل قضاؤها بمحاكم دولية، ولا يُغطى فسادُها بحصانات مذهبية، ولا تُسرق ثرواتُها وتنهبُ كنوزُها لمصالح خفية. ولا يُؤسر جيشُها على أرضه، فيصيرَ أبطالُه أسرى وساطاتٍ إقليمية. دولةٌ، لا يموت أبناؤها خلف حدودها دفاعاً عن دولٍ أخرى. ولا يُعبأ إعلامُها لمعارك الجاهليات ولا لتبخير الجاهليين. ولا تُرفع في طرقاتِها وساحاتِها وقصورِها وفجورها، صورٌ وراياتٌ وشعارات ومجسماتٌ وطقوسٌ وأشكالٌ غير لبنانية … في 13 نيسان 2015، الحقيقة المؤلمة الجارحة الفاقعة والوقحة، هي أننا لم نخرج من حربنا الأهلية يوماً. بل أضفناها قبلاً، ثم أضفنا إليها لاحقاً، كل حروب المنطقة والمحيط والبعيد … بعد أربعين عاماً، لم نخرج من حربنا الداخلية، ولم نُخْرِج الحربَ من داخلنا، تماماً كما أثبت حوار هذين المتقاتلين، سابقاً…. وراهناً؟!