في اليوم الأول بعد أربعينِ حربِ لبنان، عاد اللبنانيون إلى قواعدِهم سالمين: زال مفعولُ الخِطابات الناعمة، واختفت غشاوة المسايرة الكلامية من أمامِ العيون، ليتكَّرسَ في أذهان الناس أنهم بإرادتهم قادرون، إما على تخطي الثالث عشر من نَيْسان، أو على إبقاءِ كلِّ يوم بعد ذكرى الأربعين، ثالثَ عشرٍ من نيسان. وفي اليوم الأول بعد الأربعين، وفي مقابل الأفق الإقليمي المسدود، بارقتا أمل في الأفق المحلي: أولى، الموعد الحواريُّ الجديد بين حزب الله وتيار المستقبل في هذه الأثناء، الذي يجسدُ استمرارُه بالرغم من كل شيء، تحدياً لنيات إقحامَ لبنان في آتون النزاع المذهبي المحيط. والثانية، ما تسرَّب من معطيات إيجابية في مَلف العسكريين المخطوفين لدى جبهة النصرة، حيث كُشِف عن احتمال إطلاقهم في عشرة أيام، غداة زيارةٍ قام بها لقطر رئيسُ الحكومة السابق سعد الحريري، وفي موازاة عودة اللواء عباس ابراهيم من الخارج، حيث اجتمع مع نبيه بري، لوضعه في مستجدات الملف. لكن، قبل الدخول في تفاصيل السياسة والأمن، أنتم مدعوون إلى عرس. عرس أقامته فيطرون، ودَعَت إليه كلَّ لبنان، لابنها عريس المسيح الفنان والممثل عصام بريدي.