أفضل صورة لوضع لبنان، قدمتها اليوم الدفعة الأولى من الأسلحة الفرنسية للجيش اللبناني، من ضمن الهبة السعودية. فالهبة أعلن عنها قبل 15 شهراً. لكنها لم تصلنا إلا الآن. والهبة قيمتها ثلاثة مليارات. لكن ما وصلنا منها لا يتعدى المليون دولار. أي صفر فاصلة صفر 3 بالمئة من أصلها. وما ينتظره جيشنا الصامد من الهبة، سلاحٌ لمواجهة الإرهاب. فكانت المفاجأة بأن ما وصله سلاحٌ للدبابات، لا ضرورة له، ويملكه أصلاً … ومع ذلك، علينا أن نقف كلنا ونكذب على أنفسنا ونقول أننا صدقنا، وأن نسمع خطاب صاحب الزوارق الضخمة، وأن نشكر ميشال سليمان، وأن نهلل ونبخر … الصورة نفسها قائمة في كل الملفات: في الموازنة، ثمة طبخة تُعدّ لحشر البلد بين شرين، إما طمس كل الارتكابات الماضية والقبول بموازنة أمر واقع، وإما رفض إعطاء براءة الذمة وبالتالي ظلم موظفي الدولة بتأخير سلسلة رواتبهم … في التعيينات طبخة أخرى لا تقل سوءاً: إما ترك البلد للفراغ، وإما استباحة جديدة للأصول والقوانين… في الرئاسة الطبخة نفسها مستمرة: إما رئيس موظف، وإما جمهورية بلا وظيفة إلا الانتظار … وآخر صرعات الانتظار المعروضة علينا، أن ننتظر تكرار سيناريو كوسوفو في اليمن، حتى يحين دورنا على رقعة شطرنج المنطقة… وطنٌ يبدو برمته مستدرجاً مفخخاً … كما ميشال سماحة الذي فاجأ الكثيرين باعترافه، في أول جلسة من محاكمته اليوم.