الاتفاق النووي ليس ميتاً. بعيداً من أي تسرُّعٍ بالاستنتاج أو مبالغةٍ بالتحليل، لا يمكن المرور على هذا العبارة مرورَ الكرام، خلال قراءة المشهد الراهن في المنطقة، خصوصاً أنها صدرت عن وزير الخارجية الايرانية المعيَّن قبل أيام، في ظلِّ الرئيس الإصلاحي المنتخب حديثاً، علماً أن الوزير المذكور أرفقها بشرح مقتضب مفادُه أنه بالرغم من عدم إمكان إحياء الاتفاق بشكله الحاليّ، إلّا أنّه ستكون له أشكالٌ أخرى.
لكن في انتظار بلورة صورة تلك الاشكال، وفهم تأثيرها على مستقبل المنطقة المترقبة لردود موعودة، تبقى الأضواء مسلَّطة على القاهرة، التي تشهد ساعات تكاد تكون الأكثر دقة منذ بدء الجولة الراهنة من التفاوض حول الهدنة في غزة.
فإذا كان انتقال وفد من حماس الى العاصمة المصرية بمثابة الخبر البارز اليوم، فإن مشاركة رئيس الوزراء القطري شخصياً، وفق ما كشفت رويترز هذا المساء، ترقى الى مستوى الحدث، خصوصاً في ضوء المعطيات المتداولة عن إحداث خرق معين في شأن مصير معبر فيلادلفيا، بفعل الضعوط الاميركية المكثفة.
وفي الموازاة، وصل الى المنطقة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في زيارة لم تكن معلنة، تشمل اسرائيل والاردن ومصر، لمناقشة سبل تجنب أي تصعيد جديد لئلا تتسع رقعة الصراع، بحسب ما أفادت رويترز.
اما محلياً، وفيما غالبية الطبقة السياسية مشغولة بتمرير الوقت والهرب الى الامام، يحاول رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل تحريك المياه الراكدة في المستنقع السياسي. وفي هذا الاطار، دعا باسيل اليوم الى مواجهة الأمر الواقع من ضمن الدستور والقوانين، والاهم من ضمن الواجب بحماية الوجود، في ظلّ عدم انتخاب رئيس للجمهورية، وحكومةٍ تتعسّف بلاميثاقيتها، واقتصادٍ ينهار وشعب يهاجر، وخطرِ حربٍ مفتوحة يتزايد. وذكّر باسيل بورقة عمل خطية تحت عنوان “الصمود والشراكة”، اقترحها قبل أشهر في سياق اجتماعات وثيقة بكركي، تتضمّن خطّة مواجهة باجراءات عمليّة وميدانية لكسر الأمر الواقع القائم، وتتضمّن خطوات اعلامية وسياسية وبرلمانية وقضائية وشعبية واقتصادية، وتصل الى تصعيد بمقاطعة شاملة إذا لم يتمّ التجاوب. وختم باسيل قائلاً: الوضع لم يعد يحتمل والتحرّك حتمي.