فيما تبدو معادلة اللاحرب شاملة مقابل اللاهدنة صامدة حتى إشعار آخر، واشنطن على إصرارها بدفع المفاوضات قدما، من دون أن يقترن إصرارها بنتائج ملموسة. وفي هذا السياق، لفت اليوم إعلان وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن أن واشنطن ستطرح مزيدا من الأفكار على طاولة المفاوضات خلال الأيام المقبلة، منطلقا من مبدأ أن تسعين في المئة من الاتفاق بات منجزا، علما أن الشيطان يكمن في العشرة بالمئة المتبقية، والمرتبطة بمصير المعابر بين غزة ومصر من جهة، وتبادل الأسرى والرهائن من جهة أخرى.
أما على المستوى اللبناني، فتراجع واضح في التصعيد على الحدود الجنوبية، قد يكون مرحليا، على وقع الكلام عن عودة الحراك الخارجي في اتجاه لبنان، الذي كشف بعضا من خلفياته السفير المصري علاء موسى عبر ال او.تي.في. اليوم، في مسعى جديد لتسهيل اتمام الاستحقاق الرئاسي، الذي لا يبدو طريقه معبدا بعد.
وفي غضون ذلك، يبدع البعض بإضاعة وقت اللبنانيين بتفاصيل فارغة، فيضخمون أدوارا، وينفخون بالونات سياسية، سرعان ما سيكون مصيرها في سلة المهملات بعد التنفيس.
وفي الموازاة، تفنن في زرع الاحقاد ورعايتها بين اللبنانيين عموما والمسيحيين، وفي هذا السياق تصب ربما مقولة “فرط التيار مصلحة لبنانية” التي أطلقها أحدهم أمس، متناسيا أن المستفيد الاول من فرط أي حزب سياسي يمثل المسيحيين، نتيجته الوحيدة عمليا تكريس الإخلال بالتوازن الوطني.