اللبنانيون ليسوا خائفين من اسرائيل، ولم يخافوها يوماً، لكنهم قلقون أكثر من أي يوم مضى على المستقبل.
اللبنانيون ليسوا خائفين، بدليل الصمود الأسطوري المتواصل لأهل الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وسائر المناطق التي تتعرض لاعتداءات يومية، وما المواقف البطولية للمصابين في عيونهم وأطرافهم، التي تضجّ بها وسائل التواصل، إلا نماذج بسيطة عن إرادة شعب عظيم في التحدي والحياة.
أما القلق على المستقبل، فمشروع ومبرر. فالسؤال اليوم لم يعد هل تندلع حرب شاملة، بل إلى متى تستمر الحرب، وهل تحقق أهدافها المعلنة بالنسبة إلى غزة؟ وماذا عن المطالب اللبنانية، المرتبطة بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر، إضافة الى حل مسألة النقاط الحدودية المعروفة، ووقف الانتهاكات البرية والبحرية والجوية للسيادة، وبدء التنقيب عن الغاز، وإطلاق مسار الحل السياسي، علماً ان النقطة الاخيرة يبحث فيها خلال اليومين المقبلين في بيروت موفد الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان.
لبنان في حزن شديد لما أوقعت إسرائيل من ضحايا لبنانيّة مدنيّة وحزبيّة وقياديّة في صفوف حزب الله في ضربات غير مسبوقة خالية من الإنسانيّة، ومتعدّية كلّ حدود المشاعر البشريّة. هكذا اختصر البطريرك الماروني المشهد اللبناني اليوم، موجهاً النداء إلى مجلس الأمن لوضع حدّ لهذه الحرب بالسبل المتاحة.
غير ان نداء الراعي قابله تحذير من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من مخاطر تحويل لبنان إلى غزة أخرى، جازماً أن لا إسرائيل ولا حركة حماس تريدان وقفا لإطلاق النار.
وفي غضون ذلك، كان حزب الله الذي رد ليلاً في العمق الاسرائيلي على اعتداءات الاسبوع الماضي، يؤكد على لسان نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم خلال تشييع قائد قوة الرضوان الدخول في مرحلة جديدة عنوانها معركة الحساب المفتوح، التي تتابع فيها المقاومة جبهة الاسناد والمواجهة، ومن خارج الصندوق بين الحين والآخر، نقتلهم ونقاتلهم من حيث يحتسبون او لا يحتسبون.
وفي المقابل، قال نتانياهو في بيان: وجهنا في الأيام الأخيرة سلسلة من الضربات لحزب الله لم يكن يتوقعها أبدا، واذا لم يكن قد فهم الرسالة، فأنا أؤكد لكم أنه سيفهمها بعد هذه الضربات.