بين الكلام المطمئن لرئيس الحكومة المكلف أمس من بعبدا، والتسريبات الإعلامية حول التشكيلة الحكومية المرتقبة، فرق كبير، يكاد يختصر المسافة الفاصلة بين لبنان الماضي الذي يأمل اللبنانيون في الخلاص من مآسيه، بعد أخذ العبر من التجارب المرة، ولبنان المستقبل الذي يحلمون بولادته في وقت غير بعيد، بالاستفادة من الزخم الخارجي المواكب للمرحلة الجديدة، التي تنطلق في ظل وضع إقليمي ودولي مشجع.
فهل سيتمكن الرئيس نواف سلام من ترجمة أقواله بالأفعال؟ أم أن بعض القوى السياسية ستنجح مجددا في العرقلة، بعناوين لم يعد يصدقها أحد، بعدما عطلت سابقا كل المشاريع التي كان يمكن لإنجازها أن يمنع السقوط الكبير؟
وهل ستدرك قوى أخرى، أن لبناننا الآتي لا ينبغي أن يكون لحزب أو تيار من دون سواه، ولا لغالب على حساب مغلوب، ولا بكسر أي مكون من المكونات، بل باحترام الميثاق الوطني والدستور، فقط لا غير؟
في انتظار اليقين، ليس أمام اللبنانيين إلا الانتظار، فمرسوم التأليف الموقع من رئيس الدولة ورئيس الحكومة المكلف سيكون وحده الكفيل برسيم الحدود بين الوقائع والوعود.
وفي غضون ذلك، يبقى الجنوب محط الانظار في الايام الاخيرة من مهلة الستين يوما لوقف اطلاق النار. فهل ستلتزم اسرائيل بسحب قواتها الغازية من كل الاراضي اللبنانية بحلول الاحد؟ وهل يثق المجتمع الدولي بقدرة لبنان على نشر جيشه بدءا بجنوب الليطاني، تنفيذا للاتفاق الذي توصل إليه الرئيس نبيه بري، وأقرته حكومة تصريف الأعمال بمشاركة حزب الله؟