يوما بعد يوم، تثبت غالبية القوى والشخصيات السياسية اللبنانية، التقليدية كما التي تدعي التجديد، أنها تدور في الحلقة المفرغة إياها التي أوصلتنا الى ما نحن فيه.
يوما بعد يوم، وعوض طرح برامج الاصلاح القابلة للتطبيق، ودعوة الناس للاختيار على أساسها، تتكرر الشعارات الفارغة التي بدأت تطل ببعض رؤوسها على اللوحات الإعلانية.
يوما بعد يوم، تتواصل محاولات التذاكي على الناس، عبر طمس التاريخ الأسود لهذا أو ذاك من القوى، لمصلحة حاضر لا يعكس الماضي بأي حال، ولا يطمئن إلى المستقبل في كل الاحوال.
يوما بعد يوما، يتحالف الاضداد، وتحاك التركيبات، لا من أجل قيام دولة، ولا في سبيل تعزيز سيادتها ومقوماتها المختلفة، بل تطبيقا لقاعدة “قوم لإقعد مطرحك”، لأواصل السياسات نفسها التي أخوض المعركة على أساسها ضدك.
يوما بعد يوم، تفرض الانتخابات النيابية نفسها على الأجندة السياسية، وحتى الشعبية، متجاوزة في بعض الأحيان أولوية معالجة الأزمة المعيشية المتفرعة عن الكارثة الاقتصادية والانهيار المالي.
غير أن الأهم من كل ما سبق، أن مسؤولية اللبنانيين عن مستقبلهم تزداد، يوما بعد يوم.
ويوما بعد يوم، يتجدد الأمل وتتكرس الثقة، بألا ينساق الناخبون خلف الشعارات البراقة، وكلام الحق الذي يراد به الباطل، لهم وللبنان.