IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “otv” المسائية ليوم الإثنبن في 19/4/2021

نحن واحد.
في انتمائنا للوطن، نحن واحد. وفي معاناتنا من الأزمة الاقتصادية والمالية، نحن واحد. في خوفنا على المستقبل، نحن واحد. في جوعنا نحن واحد، وفي سؤالنا عن جنى أعمارنا، نحن واحد.
نعم، أيها اللبنانيات واللبنانيون، من أي طائفة أو مذهب أو منطقة كنتم، ومهما اختلفنا بالسياسة، سنبقى نحن وأنتم واحدا،معا، نحن ضحايا. ضحايا الفساد والهدر والسرقة المنظمة المرتكبة في حق الوطن منذ عقود.

اليوم، حاولوا أن يظهرونا مقسومين. فعلوا المستحيل ليقولوا إن اللبنانيين شعب لا يعرف أن يتوحد. شارع في مقابل شارع. حتى على لقمة العيش التي كادت تضيع.
أما الجواب، اليوم وغدا وفي كل الأيام، فهو التالي: من يطالب بالتدقيق الجنائي لا يفعل ذلك من أجل حزب أو فريق، بل لمصلحة كل الناس.
ومن يعمل لإقرار قوانين الإصلاح وتطبيقها، لا يحقق غاية شخصية أو فئوية، بل هدفا وطنيا عاما، لا يميز بين مواطن ومواطن.
ومن يطالب بتفعيل القضاء، ويدعم القضاة النزيهين الجريئين المتمردين بالحق، إنما يفعل ذلك في سبيل كل لبنان.

ما نقوله ليس مجرد كلام، بل واقع معيوش، حان الوقت لمنع الفاسدين من ضربه، ومن تضليل الناس بشعارات فارغة وكلمات منمقة، حفظناها عن ظهر قلب، ولم تكن نتيجتها إلا انهيارا وهلاكا وأملا ضائعا وأحلاما مكسورة.
انظروا جيدا من حولكم. تابعوا التصريحات والتصرفات. وستفرقون حتما بين من يعمل للإصلاح، ومن يناصر الفساد. بين لبنانيين يعملون لوطن، ومنظومة فاسدة فروعها كثيرة، تأهبت لتدافع عن نفسها ومكاسبها، في مواجهة العدالة.
ففي المحصلة، لا أحد يطلب اقتصاصا أو انتقاما او افتراء. كل المطلوب اليوم، باسم الشعب اللبناني، هو العدالة. لا أكثر ولا أقل.

هذا في القضاء. أما في السياسة، وفيما ترتقب زيارة رئيس التيار الوطني الحر لموسكو، لفتت اليوم رسالة وجهها الوزير السابق سليم جريصاتي إلى نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي على خلفية تصريحاته الأخيرة، جاء فيها: بكل صدق، خفف من غلوك، ولا تقحم الجيش في ما ليس فيه، في حين أنك تنزه النفس عن إقحام القضاء في السياسة والسياسة في القضاء، إذ أن الجيش والقضاء هما من الأركان الثابتة لمفهوم الدولة، كل في دائرة اختصاصه والتزاماته.
وأضاف جريصاتي: جيشنا ليس جيش النظام، بل جيش الشرعية الدستورية، ودستورنا لا يتم تعليقه عند كل مفترق أو مفصل قاس من حياتنا العامة، ورئيس الجمهورية يبقى طيلة ولايته رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، ولا نغالي إن قلنا أنه يبقى الركن إن خانتنا أركان.
وتابع جريصاتي: أتفهم الغضب والقلق، وهما عارمان وعميمان، إلا أن الإبقاء على مرجعياتنا الدستورية وتحصينها يمنع كل فوضى وكل ضياع. حسنا فعلت بأنك صححت المقاربة في تصريحك اليوم من مجلس النواب بأن أبعدت الشخصنة عن خطابك، وأنت العليم بأحوال الرئيس وقيمه وتحدياته وترفعه وتصميمه على الإصلاح والإنقاذ رغم غدرات الزمن والظلامة التي يتعرض لها.
وختم جريصاتي بالقول: أنا أثق بأن الزمن الأول لن يتحول عند صاحب السلالة العريقة في حياتنا الوطنية من أمثالك.