IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الأربعاء في 25/08/2021

بالنسبة إلى سمير جعجع، أن يداهم وزير الصحة مستودعات تحتوي على كميات ضخمة من الأدوية المفقودة من الصيدليات، وأن تضبط القوى العسكرية والأمنية خزانات تحوي ملايين الليترات من البنزين والمازوت فيما الناس يعانون على طوابير الذل، فهذا أمر لا يعدو كونه “ولدنات وتضييع وقت”، أو على الأقل هذا ما فهمه كثيرون من الناس عندما قرأوا تغريدته اليوم، التي جاء فيه حرفيا أن: “كل الولدنات وتضييع الوقت الذي يقوم به أركان السلطة الحالية في موضوع المحروقات والدواء وغيرهما من السلع لن تؤدي إلى أي نتيجة، والحل الوحيد الذي يعرفه الجميع ولا يقدمون عليه، يكمن بتحرير الأسعار فورا وإقرار البطاقة التمويلية”.

فهل المطلوب بالنسبة إلى رئيس حزب انضم قبل مدة إلى المطالبين بمحاربة الفساد، بعدما اعتبره على مدى سنوات شعارا سياسيا لخصمه، أن تترك الأدوية المفقودة في التخزين ولا يستفيد منها المرضى بل تجار الارواح؟.

وهل المطلوب عنده أن يتم “التطنيش” على الليترات المخزنة، التي اشتراها أصحابها على سعري ال1500 وال3900، ليبيعوها بالاسعار الجديدة المرتفعة ويحققوا ارباحا خيالية، قد يتحول بعضها جزءا من الفاند رايزينع الشهير؟.

وقبل كل ذلك، لماذا هذا الحماس المفرط لرفع الدعم عن المحروقات؟ وهل هو لتحقيق ارباح كبيرة من الكميات المخزنة لدى احد المناصرين والمؤيدين؟.

ولماذا أصلا، كانت كل الحملات المنظمة قبل سنوات تحت شعار تهريب المازوت الاحمر وغيره في حق وزير الطاقة السابق جبران باسيل، لمن لا يزال يذكر؟ وهل اتهام الخصوم مباح، ولو زورا، فيما محاسبة الذات ولو مع جرم مشهود ودليل قاطع، من المحرمات؟.

كلها اسئلة يطرحها الناس، لكن السؤال الاكبر يبقى عن نهج الفرار من وجه العدالة، والخشية من المثول امام القضاء، الذي لا ملاذ سواه للبت في كل اتهام.

هذا في الشق المعيشي. اما حكوميا، فالتحليلات اكثر من المعطيات، التي لا يملكها الا رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، الى جانب الوسطاء المحليين والدوليين، على أمل ان تسفر المشاورات التي يجرونها عن نتائج ايجابية، لا تبقي البلاد بلا حكومة من جهة، ولا تطيح بالدستور والميثاق والمساواة بين اللبنانيين، وبكل آمال الإصلاح من جهة أخرى.