في لحظة، كاد البعض منا أن يصدق أن نظامنا ذاهب نحو التطوير… ذات جلسة، أو ذات خلوة، كاد حتى بعض المتحاورين أن يقتنع أن أزمتنا متجهة نحو حل كامل… قانون انتخاب على أساس النسبية الكاملة، لبنان دائرة واحدة، مناصفة من دون مذهبية… وسلطة منبثقة من الشعب… كدنا حتى نرى بأعيننا أصحاب المناصب الجديدة، الشيوخ الجدد… شيوخ منتخبون. لا مثل الشيوخ الموروثين من انكشارية العثماني أو من خزمتشية المقاطعجيي… حتى فؤاد السنيورة كاد يصدق مناورته. جاء اليوم منجزا فرضه المنزلي بالكامل وبإتقان. حمل أوراقا عليها هيكليات المجلس الجديد وأعداد شيوخ، وتفاصيل صلاحياتهم المخلوطة بين مقدمة الدستور ومضمون المادة 65… فجأة، انتبه الجميع إلى أنهم كادوا يصدقون أنفسهم مثل جحا… فتذكروا أن المطلوب أولا رئيس… رئيس يطبق هذه الإصلاحات، ويرعى تطوير الدستور، ويضبط ميثاقية التعديل، ويضمن توازن البلد… باختصار المطلوب رئيس ميثاقي، كشرط للتسوية الميثاقية… فانتهى البحث، أو جمد، أو علق أو أجل… شهرا كاملا. هل هي فرصة أخرى ضائعة؟ الأكيد أن الضياع لم يكن نصيبها وحدها … فالنائب سامي الجميل لم يؤيدها مثلا. كذلك زميله الوزير بطرس حرب. ربما لأن كليهما شيخ بالهوية والجينات. فما حاجتهما إلى مجلس شيوخ بالشرعية والانتخابات؟! ولذلك خرج الجميل يصرح ويصرخ، متناسيا أنه كان أول من أسقط حقة النيابي والرئاسي والدستوري، يوم وافق على تطيير الانتخابات وتعيين نفسه نائبا، في ربيع 2013… أما زميله حرب فلديه موعد آخر اليوم، مع فضائح الاتصالات على طاولة مجلس الوزراء … ما هي أخباره؟ الجواب ضمن نشرة الـ OTV.