من اسطنبول إلى حلب إلى اليمن، قوس الأزمة يشتد ليطلق السهم في قلب التسوية السياسية في سوريا، وعلى رأس الحل المنتظر في اليمن.
اردوغان يحشد في ساحات اسطنبول. يأخذ نفسا عميقا من الحشود، قبل الغوص عميقا في أزمته المفتوحة على الغرب وأميركا والشرق. وفي سوريا، المعارضة تحشد في جبهات حلب، ومعارك طاحنة هي الأشرس منذ بداية الحرب في الشهباء وفي كل الأرجاء.
الحرب الباردة الأميركية- الروسية، تنفجر معارك ضارية على الأرض بين السعودية وايران في المنطقة، وبين الأسد و”حزب الله” مقابل “النصرة” و”داعش” وكل اللفيف الارهابي في سوريا. من يسيطر على حلب يربح الحرب، ومن يربح الحرب يحدد مصير المنطقة للمئة سنة المقبلة. تماما مثلما كانت معادلة باتريك سيل: من يسيطر على لبنان يسيطر على سوريا، ومن يسيطر على سوريا يسيطر على الشرق الأوسط.
مثلث برمودا العربي، يبتلع الحلول ويلفظ التسويات. الداخل مفقود والخارج مولود، وكل شيء مفقود حتى الساعة، بما فيه التسوية الشاملة والسلة المتكاملة في لبنان التي نعاها وئام وهاب اليوم. في وقت اقترب وائل ابو فاعور من نعي الانتخابات الرئاسية الآن، عندما قال إن حصرم الرئاسة ما زال فجا. في حين تحدث سجعان قزي عن امكانية البحث في أسماء خارج نادي الأربعة. وهو ما سبقه إليه غطاس خوري، حامل أخبار الحريري وفاشي أسراره، عندما أعلن من المختارة السبت ان الباب مفتوح للنقاش حول اسم آخر جديد أو قديم لا فرق.
الناخب الأول والأقوى، لم يبدل تبديلا حتى الساعة. والحليف المرشح على لائحة الحريري، لا يبدي أي رغبة أو ارادة في الانسحاب. وحليف الحليف على موقفه الذي يعرفه المعنيون تمام المعرفة، من دون تلميح ولا تصريح.
واليوم 7 آب، وخمسة عشر عاما على انتفاضة حفنة من الشابات والشبان الشجعان، في وجه طبقة ما زالت فاسدة، وطغمة ما زالت متحكمة، ولو تغير الأمر والوالي، فهؤلاء ما رغبوا من الدنيا إلا بحطام الكرامة. وما تعلموا من السياسة إلا فنون النخاسة. وما عنى لهم الوطن يوما إلا صفقة وسرقة. وما كانوا يوما الا لصوص هيكل، وليذهب الشعب إلى القبر أو الغربة أو الجحيم، برأيهم. أو، كما في تركيا، إلى الساحات لتوجيه رسائل، وتحسبا لانقلاب ثان يخشاه اردوغان هذه المرة ان يكون خاليا من الأخطاء المدروسة والمحسوبة.