في اي بلد، غير لبنان طبعاً، كان من الضروري ان يعتبر تاريخ 20 آب 2016، كما غيره من المواعيد في السنوات الماضية، يوم حداد وطني…حداد على سلطة امتهنت التمديد بدل التعيين، وخرقَ القوانين بدل الانضباط تحت سقفها…حداد على سلطة تخلق الظروف متى تريد، وتستتر تحت حجة هذا الظرف لارتكاب الخطأ بعد الخطيئة، فتكثر المسامير يوماً بعد يوم في نعش القانون المعلق كصورة مرحوم على حائط الوطن: يترحم البعض عليه، فيها الآخرون ماضون في تقاسم ارثه حصصاً حصصاً في ما بينهم…اليوم، وقع وزير الدفاع سمير مقبل قرار تأجيل تسريح اللواء محمد خير في موقعه كامين عاما للمجلس الاعلى للدفاع لمدة سنة… اختصر الوزير صلاحيات حكومة، وبدا صاحب الparole كالـporte parole باسم الطبقة السياسية التي اذعنت لأمر واقع اوجدته، بعدما انتفضت على القوانين، واجهزت على موادها، وشلّعت بنودها…وبين خير الممَدد وشرِّ التمديد، سلك رسمياً اليوم المسار الذي سيفضي الى التمديد ايضاً لقائد الجيش، والمضي في تدمير المؤسسة العسكرية، وضرب عدد من العمداء فيها.