جلب اردوغان الدبَ الروسي الى كرمه! على حدود التوتر العالي الجوّية، لَعِبت تركيا، مجتازةً الخط الاحمر… فأنقرة المحقونة منذ ايامٍ، جراء الاستهداف الروسي لجماعاتٍ تركمانية ترعاها داخل سوريا، فجّرت غيظَها باستهداف السوخوي الروسية، محاوِلةً لجمَ بوتين وجيشِه المحلِّق عالياً في الاجواء السورية، علّها تعيده الى ارضِ واقعٍ، سعى اردوغان طيلة سنواتٍ لرسمه على قياس أهدافه في الشمال السوري… لكن ماذا بعد الحادث الحدث؟… المراهنةُ على تراجُعِ موسكو لا تبدو منطقيةً. ففلاديمير بوتين بدا حازماً في رده، وفي إعلانه عدمَ التسامح مع الجريمة التي اعتبرها طعنةً في الظهر من قبل جهاتٍ داعمةٍ للإرهاب. ليتَّهمَ القيصر تركيا علناً بتمويل الارهاب، بعدما راعى منذ نحو عشَرة ايام اصولَ الضيافة، يوم صرّح من انطاليا بأنّ بعضَ دول مجموعة العشرين تموِّل الارهاب، من دون ان يسميَها… لكن كيف سيكون الرد؟… اولى المؤشرات بدأت دبلوماسياً بإلغاء زيارة سيرغي لافروف المقرَرة لتركيا. فهل يُستَكمَل الانتقامُ ميدانياً من تركيا نفسِها، او عبر مناطق نفوذِها في سوريا، وتحديداً في “جبل التركمان”، وعبر جماعاتٍ رعتها انقرة وموَّلتها… وراهنت عليها!…* ضربات لبنان كانت من نوعٍ آخر، تَصلُح ان تُسمى بالضربات الوهمية… فالمتابِع لا بدَ ان يلحظَ محاولات التوشيش على خط الرابية – بنشعي، والغريب محاولةُ زج الـ otv فيها، لكنّ اللعبة مكشوفة وفارغة: فلا نحن نُخفي الاشياء والاسماء، ولا سليمان فرنجية مِمَن ينكرون أمسَهم، او يتنكّرون لحاضرهم، سعياً خلف المستقبل… المواقف واضحة… وأساساً، لا مياه عكِرة للإصطياد فيها. والحصيلة تُختصر بالمعادلة التالية: فرنجية خلفَ عون، وعون خلفَ الشعب وحقوق الميثاق والدستور، وكل ما تبقّى تقطيعٌ للوقت… اما عن محاولةِ زج الـ otv في الموضوع، فنحن رسالتُنا واضحة. دورُنا ان نكشفَ الحقيقة لا ان نغطّيَها، ولذلك نضيء الليلة على ما يحصل على مواقع التواصل الاجتماعي، لا لننكأ، بل لننبّه للمعالجة من قبل المَعنيين… هذه رسالتُنا. فهل مَن يريد قتلَ الرسولظ فيما، ما عليه إلا البلاغ؟ ولأنْ لا معركة في لبنان إلا في اوهام البعض، نبدأ من معارك الإقليم الملتهب.