لا شيء جديدا في الملفات السياسية الأساسية … فالدوامة لا تزال هي هي: البلد ينتظر جواب الحريري على مبادرة نصرالله … والحريري ينتظر جواب الرياض على سؤاله عن أحواله … والرياض تنتظر جواب واشنطن عما يحصل بين موسكو وطهران وأنقره … وواشنطن تنتظر لتحسم أيهما أجمل: فستان زوجة ترامب السلوفينية، أم فضائح هيلاري المالية والإلكترونية … وحده المواطن اللبناني مل الانتظار … شبع منه حتى ما بعد التخمة… حتى الانفجار … كاد اللبناني ينفجر من سرقات المال العام ونهب المرافق … ومن سمسرات المناقصات وضياع مليارات الإنترنت والسوكلين والأسواق الحرة والوطن المستعبد … ومن التفريط بخيرات الوطن وثرواته، في السدود المعرقلة ومعامل الكهرباء المجمدة ومراسيم النفط المحنطة … كاد المواطن يختنق من التحايل على القوانين لنهب آخر ممتلكاته، ومن الكلام عن ديمقراطية ومؤسسات ودولة وجمهورية وحكومة ومجالس وألقاب … وهو ممنوع من الانتخاب … لم يكن ينقص المواطن المسكين، غير العودة إلى اللعب بحياته عبر خطرين اثنين: أولا، مسخرة النفايات … بين من يريد أن يخزن ألف طن منها يوميا في قرى المتن وبين منازله وتحت نوافذ أسرته وأنوف أهله … وبين من طبخ سرا طبخة مطمرين اثنين ومصالح شركات وخزانات وجعالات، ويخشى انكشاف اللعبة وضياع العمولتين … ولم يكن ينقص ثانيا، غير العودة إلى الأمن عنوانا: عبوة على طريق زحلة … أو هي على طريق آخرين … مفارقتها المأساوية أن تسقط ضحيتها امرأة سورية، كانت تبحث عن لقمة خبز تقيها الموت.