رزنامة أيلول حافلة بالمواعيد والاجتماعات، بعد انتهاء العطلة الصيفية. وهي للبعض من السياسيين عطلة ممتدة ومفتوحة صيفا شتاء، ولن يلاحظ أحد الفرق. غدا حوار بحضور “التيار الوطني الحر”. والأربعاء الجلسة ال 44 لانتخاب رئيس مستحق، ينادي به التيار باسم اللبنانيين والمسيحيين. والخميس جلسة لمجلس الوزراء، في ظل مقاطعة التيار بعد تقطيع أوصال الميثاقية في جلسة 25 آب.
حوار أيلول طرفه بتباعد الأجندات مبلول. الرئيس بري متمسك بالسلة، بعدما أضاف إليها في صور ربط انتخاب الرئيس بقانون الانتخاب والحكومة الجديدة رئيسا وتركيبة وبيانا وزاريا ضمنا، بما معناه بالنسبة لبري ان الرئاسة ليست المشكلة كي يكون انتخاب الرئيس هو الحل، وهو ما يرفضه “المستقبل” في الواجهة والسعودية في الكواليس وقوى دولية ما وراء البحار.
“المستقبل” لا يرى المخرج في ان يكون الحريري رئيسا للحكومة، مقابل انتخاب العماد عون رئيسا للجمهورية. بل ان السؤال الهاجس لديه هو: ما الضمانة التي يعطيها “حزب الله” لبقاء الحريري رئيسا، وعدم الاطاحة به كما حصل في ولايه ميشال سليمان، وهل يحاصر ويطوق كما حصل لرفيق الحريري في عهد اميل لحود؟ يسأل “المستقبل”.
غدا حوار بلا قرار. والأربعاء جلسة بلا انتخاب. والخميس حكومة بلا نصاب ميثاقي. وكلها، الحوار والجلسات والحكومة، تصب في خانة ابقاء المعادلة اللبنانية معلقة على حبل انتظار التسوية الاقليمية- الدولية التي تبدأ بالتسوية السورية- التركية العجيبة، بعد بيع تركيا ل”داعش” وبيع الأسد للأكراد، وتمر بالاتفاق الأميركي- الروسي المقتبس من ليلة السكاكين، وتنتهي بالهدنة الايرانية- السعودية المستحيلة حتى الساعة، والتي يعول بري عليها كما عول على ال”سين- سين” من قبل.
لكن إذا كانت السياسة فن الممكن والتسويات والصفقات والبيع والشراء والغدر والطعن بالظهر، فإن القداسة هي ألا تعبدوا ربين الله والمال. وان تعطوا ما لقيصر لقيصر وما لله لله، وان ترحموا من في الأرض ليرحمكم من في السماء. وهي اني كنت جائعا فاطعمتموني، وكنت مريضا فزرتموني. وهي ان تبذل نفسك عمن تحب، وتحب أعداءك وتبارك مبغضيك، وتكون أمينا على القليل فيجعلك أمينا على الكثير، لأن ربك الذي يرى برك في الخفاء هو يجازيك علانية، كما فعل اليوم مع تيريزا دي كلكوتا، قديسة الفقراء والمساكين والمرضى والجائعين. تيريزا دي كلكوتا ارتفعت اليوم قديسة على مذبح الكنيسة الكاثوليكية.