تقف المنطقة، من موسكو إلى الرياض، ومن طهران إلى أنقره، ومن دمشق إلى صنعاء، ومن بيروت إلى القدس المحتلة، أمام رزمة لاءات وأزمة تسويات.
في الشكل والظاهر، تحركات ومحادثات ومفاوضات فوق الطاولة، لايجاد حلول معقولة لتحديات مستحيلة. لكن في العمق والواقع، فإن الحقائق تشي بالعكس. لا اتفاق ولا آفاق لأي اتفاق بين الرياض وطهران لا حول اليمن ولا حول لبنان ولا بالطبع حول سوريا.
بعد سنة على فاجعة منى، فتح الايرانيون النار على السعودية، واصفين آل سعود بالشجرة الملعونة. وترد الرياض بأن الايرانيين ليسوا مسلمين بل مجوس. ويفتح الجرح من جديد وهو لم يلتئم يوما.
لا اتفاق بين موسكو وواشنطن حول سوريا، بل روتوشات وأجندة خطوات بعيدة عن النهائيات المنتظرة منذ 5 سنوات، والتي قد تطول وتطول مع إضافة الأكراد إلى لائحة الممنوعات، والاختلاف على جنس الارهاب والمعارضة لا بل المعارضات في سوريا: معارضة ارهابية، معارضة معتدلة، معارضة مبتذلة.
لا اتفاق بين طهران وموسكو على مصير الأسد، فموسكو العملية التي تعنى بمصالحها، تعتبر الأسد حليفا له مدة صلاحية. أما طهران الواقعية فتعتبره شريكا وصديقا وحليفا، وركنا أساسيا في معركة الوجود وانزياح الحدود من أفغانستان إلى كردستان إلى لبنان. إلا ان الروس يدركون ان ايران صمدت طيلة ستة وثلاثين عاما من الحصار، وموسكو خرجت من أفغانستان خاسرة بعد ثماني سنوات، ومفككة ومفتتة بعد سبعين عاما من الشيوعية، ويعرفون ان صانع الألعاب هو النووي الايراني وليس الذئب الأغبر التركي، وليس بالتأكيد بائع النفط العربي ب36 دولارا للبرميل.
ولا اتفاق في لبنان، واللاء فيه لاءات، من الانتخابات الرئاسية إلى التعيينات إلى قانون الانتخابات. لكنها تصبح نعم ونعمين في الصفقات والسرقات والخصخصات كمثل الذي يحصل على شاطىء كفرعبيدا في الشمال والذي سنأتي على تفاصيله في سياق النشرة.
منذ قرابة الـ 600 عام سقطت القسطنطينية، والمسيحيون داخل أسوارها يتجادلون على جنس الملائكة. بعد سنتين ونيف على الشغور الرئاسي، ثمة من يدفع المسيحيين في لبنان إلى الاختلاف على جنس المسيحيين، ويريدون للجنسية اللبنانية ان تصبح نسيا منسيا.