كان منطقيا ألا يعود سعد الحريري في 21 أيلول.أصلا لم يكن هناك موعد. ولم يكن هناك وعد، ولا من يعدون … وحده تعداد الأيام لا يزال قائما. تماما كما تعداد الأزمات… كان منطقيا ألا يعود الحريري اليوم. فالأجواء كلها موصدة أمام رحلات الحلول، ولو في آخر أيلول. لا مدرج مفتوحا لطائرة الرجل المهاجر المهجَّر. لا مطار جده يستقبله مع صورة تجمعه بالملك، ولو في الأضحى، ولو ضحى بمملكته العائلية الموروثة… ولا مطار بيروت، المعمد على اسم والده، يصلح لعودة الزعيم، فيما حتى أشرف ريفي متمرد على زعامته، ويكاد يشكك في بنوة الابن الشريد للأب الشهيد… لم يعد الحريري في 21 أيلول، لأن هدنة سوريا لم تكن غير أيام معدودة. والصراع السعودي الإيراني يعبق في كل جو. من اليمن، إلى افتتاحيات الصحف الأميركية، انتهاء بتغريدات الحريري نفسه. بينما ضمانات حزب الله اعتبرها الفريق الأزرق “قاسمة” لا غير. و”العون” الوحيد الممكن، لا يزال عند بعض الزرق والمتلونين، معلقا على أوهام عماد آخر ممدد لنفسه… طار 21 الشهر. لا بل طار الشهر كله. بعد اليوم، قد نكون أمام مدخل إلى موعد آخر. أو إلى وعد آخر… أو وهم آخر… لكن المسألة كلها تظل في إطار الشك والشائعة والإشاعة. تماما كما مملكة الحريري. تماما كما ملكيته في كفرفالوس. تلك القرية الجزينية التي شكلت عنوان دخول الحريري الأب إلى لبنان أواخر السبعينات. وعنوان مشروعه الأكاديمي في الثمانينات. وعنوان الانسحاب اليوم … في ظل قلق مسيحي من الدخول كما الخروج … تماما كما هو قلق جزين من خبرية أن كفرفالوس معروضة للبيع. ما هي حقيقة الأمر؟ الجواب في تقرير خاص، ضمن نشرة الـ OTV.