بدا اللبنانيون اليوم، خصوصا أهل طاولة الحوار، كالمصابين بحالة حول في العيون والنظر… فعلى الطاولة كان البحث علنا، حول الحكومة وإعادة إحيائها، كما حول قانون الانتخاب… فيما كانت النظرات والسلامات والإيماءات كلها، مركزة على الغموض الذي يلف مسألة التسوية الرئاسية… الحول نفسه أصاب الطبقة السياسية كلها. فالأنظار شاخصة صوب الحدود التركية السورية. فيما الانتظار عالق حول سؤال: كيف تنعكس تطورات الحرب هناك، على مشروع التسوية هنا؟ هل أسقط الأتراك طائرة السوخوي الروسية، والتسوية الرئاسية اللبنانية بطلقة واحدة؟ أم على العكس، هل تؤدي النيران المهددة باندلاع حرب إقليمية، إلى دفع لبناني لالتقاط اللحظة وإقرار حل وطني جامع شامل؟ الفارق بين الاحتمالين، يبدو متوقفا على موقفين اثنين: السعودية من جهة، ومحور الرابية حارة حريك من جهة أخرى. فلناحية السعودية، هناك سؤال مطروح: هل الرياض صادقة بالسماح بحل لبناني استقلالي، بمعزل عن صراعاتها الإقليمية؟ ولناحية ثنائي الجنرال والسيد، ثمة سؤال آخر: ما هو مفهوم التسوية الشاملة التي يتوافقان عليها؟ وهل يمكن أن يتنازلا عن الموقف السياسي العام، وعن التوازن الحكومي وعن قانون الانتخاب العادل، كما ألمح فؤاد السنيورة في حوار اليوم؟ الأكيد أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة. فوفق معلومات الأوتي في، أن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لن ينتظر طويلا. لأنه قطع أمام السعوديين تعهدات والتزامات. ولذلك فهو يتريث أياما قليلة. ليخطو بعدها خطوة أخرى إلى الأمام، معلنا أنه هو من يقرر ويزكي ويسمي. تماما كما فعل مع ميشال سليمان… لكن في المقابل، بدت جبهة الرابية بنشعي صامدة هادئة. كرستها اليوم طاولة الحوار، في مواقع كراسيها ومواقف متحاوريها. فضلا عن تأكيد رئيس تيار المردة مجددا وتكرارا، أن مرشحه للرئاسة هو ميشال عون… لكن ماذا عن باقي أسرار حوار اليوم؟