هو أسبوع المواقف والتحذير من العواصف. “التيار الوطني الحر” يقدم ولا يحجم، يمد اليد، يوسع أرضية التلاقي ويضيق مساحات الخلاف. العماد عون يؤكد ان سعد الحريري هو الأكثر تمثيلا في طائفته، ومن الطبيعي ان يكون رئيسا للحكومة. ويؤكد التزامه بدستور الطائف والديمقراطية التوافقية، والوقوف إلى جانب الاسلام المعتدل الذي يمثله تيار “المستقبل”. ويشدد على مسؤولية الدولة عن أمن مواطنيها وأراضيها، والجزم بأن التفاهم مع “حزب الله” ليس موجها ضد السنة، مؤكدا في المقابل ان النقاش في سلاح المقاومة ليس واردا في الوقت الراهن. باختصار مواقف عون تشكل سلة ممتلئة بالمواقف الايجابية والانفتاحية والمبدئية.
هو أسبوع المواقف المتضاربة بامتياز: تأييد صريح وضمني لانتخاب عون يأتي من خصوم “حزب الله”: سمير جعجع وسعد الحريري. ورفض واضح وصريح لانتخابه من حلفاء الحزب: نبيه بري وسليمان فرنجية.
هو أسبوع المواقف الصدامية: بكركي ترفض السلة بعد طول انتظار، وبري يوفد الوزير علي حسن خليل إلى بكركي بعد طول انقطاع، ويضيع اتجاه السلة: هل هي مرسلة إلى رئيس الجمهورية أم رئيس الحكومة أم الاثنين؟. الرئيس سعد الحريري في موسكو يتهم “حزب الله” بالتعطيل. وسمير جعجع في بكركي يتهم “حزب الله” بالتعطيل. والسفير الروسي الكسندر زاسبكين يقوم بزيارة لافتة بتوقيتها إلى بنشعي، ويلتقي سليمان فرنجية فيما كان الحريري يزور موسكو.
هو أسبوع التجارب المرة واختبارات النوايا وكشف الخبايا: الحريري يتريث بانتظار موقف سعودي لا يبدو واضحا وحاسما حتى الساعة. وينتظر موقف بري وفرنجية و”الكتائب” ومعارضي انتخاب عون من مسيحيي 14 آذار. وينتظر جنبلاط الذي كشف وزيره أكرم شهيب اليوم عما قد يظنه جنبلاط مخرجا: نريد رئيسا توافقيا. والحريري أيضا وأيضا يرصد المناخ “المستقبلي” والمزاج السني من انتخاب عون. والحريري الذي سافر إلى موسكو للقاء لافروف، لم يلتق حتى الساعة السفيرة الأميركية التي لا تبعد سفارتها عن “بيت الوسط” أكثر من ربع ساعة، في اشارة واضحة ورسالة ذات دلالة إلى موقف أميركي حمال أوجه، وهو ربما ما دفع أحمد الحريري اليوم إلى اعلان موقف هو الأول من نوعه تجاه الأميركيين، يحمل فيه ايران وواشنطن مسؤولية المؤامرة على المنطقة لتقسيمها. وهي مفارقة ان نسمع تيار “المستقبل” يساوي بين ايران وأميركا، في زمن بدأت أميركا تقاضي السعودية بقانون “جاستا”، وتحمل الحليف الأول لها في الشرق الأوسط مسؤولية هجمات 11 أيلول.
هو أسبوع المواقف ونذير العواصف: الرئيس بري يوحي اليوم بأنه نفض يديه، بعد الهجوم على السلة. ويقول انه انتقل إلى مقاعد المتفرجين. وسمير جعجع يقول ل”الشرق الأوسط” السعودية إن البديل عن انتخاب رئيس، هو احتمالات رهيبة. من دون ان يغفل الاشارة إلى مسؤولية ايران و”حزب الله” عن مشاكل لبنان والمنطقة.
انه أسبوع المواقف لا الأفعال.