Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار الـ”otv” المسائية ليوم الاربعاء 19-10-2016

هل قضي الأمر، وبات المسار صوب 31 تشرين، مستقيما بلا مطبات ولا عوائق ولا منعطفات قاتلة؟ طبعا لا يمكن الجزم. ففي لبنان تعلمنا بالألم والأمل، أن التاريخ هنا قد يمضي قرونا وكأنه في في سبات عميق … وقد يشهد أحداث قرن كامل، في غضون ليلة واحدة … آخر نظريات المؤامرة مثلا، تقول أن رهان المعطلين سيكون على تأجيل جلسة الانتخاب إلى ما بعد انتخابات واشنطن. عله يتمكن عندها “أحدهم” من إقناع الرئيسة الأميركية الجديدة بفرض وصاية أجنبية جديدة على لبنان، ومنع اللبنانيين من تجسيد خيارهم الوطني … كأن واشنطن أدغال أفريقية، أو كأن رئاسة لبنان تهريبة ممنوعات! لكن في مقابل نظريات المؤامرة تلك، قدمت جلسة المجلس النيابي اليوم نموذجا مختلفا. إذ كما يقتضي المنطق والعقل، وكما توقع الذين يعرفون الرجل أو لا يعرفونه، بادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى تصحيح الصورة المنفرة التي رسمت نيابة عنه في اليومين الماضيين … إذ لا يعقل أن يكون رئيس حركة المحرومين، هو من يحرم اللبنانيين من رئيس ميثاقي ومن مصالحة تاريخية … ولا من يصدق أن المؤتمن على إرث الإمام الصدر، هو من يهول باسمه على أمن اللبنانيين وسلمهم وسلامهم … ولا من يتخيل بأن شريك الدولة في الحفاظ على مالها ومقامها منذ ثلاثة عقود ونيف، ينفض عن شراكتها وهي في أمس الحاجة إلى تضافر جميع اللبنانيين لإنقاذها وبنائها واستعادة خيرها وازدهارها … لم يصدق اللبنانيون … وكأن الرئيس بري قد بلغه أنهم لم يصدقوا ما قيل عنه وباسمه وفي وسائله وبواسطة أصواته … فخرج اليوم مهنئا أولا، ومؤكدا ثانيا، أن ليس نبيه بري من يعطل … فكفى المؤمنين شر السجال والنزال والقتال … ما تبقى، يبدو أنه مخاض من التفاؤل المتحفظ … حتى أن المجتمع الدولي بدأ يبارك همسا … وحتى أن رسائل التهنئة من العواصم الكبرى بدأت تصل بصمت إلى المعنيين … وبدأ طلب مواعيد الزيارات وتحديد الأولويات… لكن الأكيد أن كل الاستحقاقات تبقى رهن إرادة اللبنانيين .