في الشكل استندت حركة سعد الحريري الى ملاقاة مبادرة السيد نصرالله : تسوية شاملة متكاملة بهذا النظام بهذا الطائف من ضمن قواعد اللعبة الداخلية من الرئاسة الى الحكومة الى المجلس الى قانون الانتخاب . في المضمون استندت الى قراءة متشائمة لوضع التيار الازرق ومغايرة لتوقعات سقوط الاسد وواقع دخول الروس على الخط مرورا بوضع الحريري الشخصي والسياسي والمستقبلي الذي لا يمكن وقف مساره التراجعي الا بالرجوع الى بيروت والاقامة في السراي التي يبدو انها دامت لغيره ولن تؤول اليه الا بمعادلة رئاسة الجمهورية ل 8 اذار مقابل رئاسة الحكومة ل 14 اذار وبما ان ميشال عون هو 14 اذار 1989 و2005 و7 ايار 2005 فقد رأى الحريري ان لا مشكلة في تسويق زعيم المردة لدى بري وجنبلاط خصوصا انه ملتزم الطائف ومنتمي الى 8 اذار من جهة وهو احد الاقطاب المسيحيين الاربعة ولا مشكلة في تسويقه مسيحيا من جهة ثانية .
حسابات الحريري انطلقت من اقناع السعودية لتقنع من لم يقتنع في 14 اذار وانطلقت من اقناع فرنجية للحزب باقناع الحليف وبين الفرضيتين برزت عقبة قانون الانتخاب المستعصية على الحل فلا فرنجية يقبل ان يتحول الى ميشال سليمان اخر ولا الحريري يريده سليمان فرنجية 1970 ولا احد يستطيع تجاوز عمود الفلك ميشال عون لا من هنا ولا من هناك .الوضع افضى في الساعات القليلة الماضية الى سلسلة من الاتصالات واللقاءات البعيدة عن الاضواء والاعلام والمدينة اذا جاز التعبير بين افرقاء معنيين اساسيين وفق معلومات الـ”otv” المعلومات عينها تحدثت للـ otv عن زيارة عاجلة سيقوم بها رجل الاعمال جيلبير شاغوري الى بيروت معالجة للانتكاسة والتداعيات الناتجة عن وساطته الباريسية .
في هذا الوقت يستمر ملف اطلاق العسكريين في المراوحة ويستمر اللواء عباس ابراهيم حازما في المهمة الموكلة اليه والملف الموضوع بين يديه . الدولة ملتزمة الاتفاق الا ان الجهات الخاطفة تسعى الى المزيد من تحسين الموقع التفاوضي في وقت انتهى زمن التفاوض وجاء استحقاق اطلاق العسكريين ولو طال الوقت.