جاء عيد الاستقلال بلا حكومةٍ كاملةِ الصلاحيةِ الدستورية تُجسّده وتعبّر عن مُقتضياته ومفاهيمه … لكنْ ما هَمّ … طالما أنّ في الوطن استقلاليين… وطالما أنّ في بيروت حُكاماً مستقلين غير محكومين ولا تابعين ولا مُلحَقين ولا موصى عليهم … فالحكومةُ آتيةٌ حتماً، والاستقلال مُصان حكماً … علماً أنّ الاتفاقَ الحكومي بات كاملاً، بحسبِ روح الميثاق ونص الدستور، بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلّف تشكيلُها … وهو اتفاقٌ يضمن سلامةَ الولادة، وصحّةَ التركيبة، وآليةَ التنفيذ، أياًَ كانت آخر الذرائع، ومهما افتُعلت عراقيل وهميّة … فمرسوم التأليف بات قيدَ التحضير بالحِبر الأزرق… وخارطةُ الطريق لإقراره، صارت واضحةً للمَعنيين بإصداره دستورياً … بعدها، سيكون على كلّ مسؤول أن يتحمَّلَ مسؤوليتَه، في المشاركةِ معاً من أجل بناء الدولة وتحصين الوطن وتجسيد الاستقلال، أصلاً وفعلاً … الاستقلال، الذي يُنتظر أن يُحدِدَ رئيسُ الجمهورية بعد قليل، أسُسَه وركائزَه وأولويةَ أولوياته … الاستقلال، الذي نستهل نشرتَنا، بغمزةِ عين، حول ما يَعرفه نوابُ الأمةِ عن تاريخِه وذكراه، في تقريرٍ خاص للزميلة جويل بو يونس، بعد ثلاثين ثانية فقط.